عبدالعزيز التركي: الخامس من يونيو.. بداية حياة

زاوية الكتاب

كتب الآن 370 مشاهدات 0


لا شك أن كل آنسان لديه تاريخ مميز في حياته، أو ذكرى جميلة، وآخرى سيئة، يحتفل بها دائمًا، أو يندب الحظ على أن لا تعود، وهذه ذاكرتي!

في مطلع الخامس من يونيو قبل قرابة تسعة وعشرين عامًا، في فجر يوم السبت، ولدت طفلة ليس كحال باقي الأطفال الذين ولدوا في هذا اليوم الجميل، حيث تميزت عن غيرها بصفات وأخلاقًا وخلق لم يخلق الرحمن غيرهما، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء.

قبل سنوات عديدة كانت الحياة بالنسبة لي "لا حياة"، والمستقبل أيضًا مجهول كما هو الآن، إلا أن الثامن من مارس في أحد العوام الماضية كان بمثابة التغيير الجذري لمعنى الحياة، ومعنى أن يشعر المرء بأن لا أحدًا سواه سعيد، فقد وهبني الله قلب تلك الطفلة الاستثنائية، ومن فرط سعادتي وددت لو أني جار لمنزله، أو شابًا في جامعته، فلا أحد يعلم متى ينقضي الأجل، ومتى نغادر هذه الدنيا، فقد كنت طامعًا في كل تفاصيله، جامحًا في رؤيته، مستبدًا به.

وكانت الحياة حينها مختلفة، عن الحياة ما قبلها وبعدها، وكآنني عشت ما بين النعيم والجحيم، ما بين العصور المظلمة والمشرقة، ما بين صحراء قاحلة وأنهارًا وينابيع، ما بين ملح أجاج وعذاب فرات.

لن يعرف المرء قدر السعادة التي كنت أتمتع بها مهما بلغ الوصف، مهما تعددت المفردات واللغات، مهما هام في وصفها الهائمون، وتغنى بها الملحنون، فكل سعادتي تكمن ما بين جفونها وخدوها، مِن أي نجم نُسجت تِلك العينان لتسرِق قلبًا تاب عن الحب ؟

وهذه حكايتي بإختصار..

من المؤسف بأن سفينتي لم تعد تجري كما تشتهي نفسي، فلا شيء ثابت، أما السعادة لا أظن أنها أبدية، والحزن هو المسيطر عادة !

إلى من بلغ التاسع والعشرون ربيعًا: سأشعل شموع ميلادكِ، وأحتفل بكِ في كل عام، ما دمت حيًا، طبتم وطاب مولدكم.. وكل عام وأنتم بسعادة لا تنقضي.

تعليقات

اكتب تعليقك