د.مبارك العبدالهادي: استفتاء ورصد

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 411 مشاهدات 0


في أغلب الدول المتقدمة ديموقراطياً وفكريا ومنهجيا تخضع غالبية القرارات وفقا لاستطلاع رأي الشارع الذي يعدّ القلب النابض لمجريات الحياة واستمرارها وتطورها ونهضتها لأنه المعنى الحقيقي بكل الأوضاع، وانعكاس القرارات الصادرة عليه من الحكومات والبرلمانات، ونحن أصبحنا في أمس الحاجة لتطبيق هذا الأمر للأخذ بعين الاعتبار مدى تقبل الشعب للأوضاع المتخبطة والمتصارعة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفقا للنصوص المتفق عليها في الدستور، بعد أن تصاعدت الأمور بين كلا الطرفين وعدم تقبل بعضهم لبعض مع استمرار حرب طاحنة يسعى فيها كلاهما إلى التصيد على الآخر. 

فلا تزال قضايا الشارع معلقة بانتظار إيجاد وسيلة كفيلة لإعادة النبض والروح في العمل الحقيقي للبرلمان، كما أن البرامج المقدمة من الحكومات بشأن خططها للسنوات المقبلة في تنفيذ المشاريع أصبح جزء كبير منها لا يطبق على أرض الواقع، وذلك لانشغال السلطتين في مشاكلهما الداخلية وتصفية الحسابات وتبادل الاتهامات وغيرها، فالشارع الذي يشاهد هذه الأحداث المأساوية أصبح يترقب استقالة حكومية أو استجوابا من العيار الثقيل وغيرها من الأكشن الذي صار واقعا ملموسا في قاعة عبدالله السالم، لا سيما أن تعطيل عمل السلطتين لفترات طويلة صار امتداد لتراجعنا وتخلفنا عن النهضة التي سبقتنا دول الجوار فيها. 

فأصبحنا اليوم بحاجة حقيقية لاستفتاء أو استطلاع حول مدى تقبل المواطنين لاستمرار عمل السلطتين من عدمه، فضلا عن وضع تصور مناسب لاستمرار هذا الأمر مستقبلا لرصد الأداء الحكومي والنيابي وتحديد مواطن الخلل بينهما والمتسبب الرئيسي في ذلك، وتحديد النواب المتخاذلين في أداء واجباتهم والوزراء المقصرين في عملهم، وهنا يتم النجاح في إشراك الرأي العام كرقيب على أداء السلطتين، فضلا عن وضع إنتاجية النواب والوزراء في عين الاعتبار، بالإضافة إلى تشكيل آلية لاختيار مجاميع من المختصين في كل المحافظات بعيداً عن المحاصصة لرصد أداء أعضاء مجلس الأمة كل في دائرته ومدى التزامهم بتعهداتهم أثناء حملاتهم الانتخابية، ورصد مدى وفاء كل من فاز بالكرسي البرلماني بتعهداته، خصوصا من لم ينجح إلا بسبب أبناء قبيلته أو طائفته أو عائلته. 

آخر السطر: 

الشارع هو النبض الحقيقي للعمل الديموقراطي وجزء من مستقبل الأوطان وازدهارها.

تعليقات

اكتب تعليقك