الاتحاد الأوروبي يرحب باعتماد ورقة عمل مشتركة حول الشراكة الاستراتيجية مع الخليج

عربي و دولي

332 مشاهدات 0


رحب الاتحاد الأوروبي باعتماد المفوضية الأوروبية ورقة عمل مشتركة حول (الشراكة الاستراتيجية مع الخليج) بهدف تعزيز التعاون بين التكتل الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتتضمن الوثيقة المكونة من 17 صفحة مجموعة من المقترحات والأفكار والمبادرات لتعميق وتعزيز الشراكة بين التكتل الأوروبي الذي يضم 27 دولة ودول مجلس التعاون الخليجي الست.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحفيين في بروكسل بعد إصدار الوثيقة أمس الأربعاء إن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى "مشاركة الرخاء والانتقال الأخضر والامن والتنمية والتعاون مع مثل هذه المجموعة المهمة من الدول".
ووصف ذلك بأنه "يوم مهم للأمن العالمي والطاقة" مشيرا إلى أن الجانبين يتشاركان "الوضع الناجم عن عدم وجود اتفاق مع الإيرانيين بشأن البرنامج النووي والأزمة في اليمن والعديد من القضايا الأخرى التي نريد أن نعمل مع دول الخليج بشأنها".
ومن جهتها قالت رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية هانا نيومان في بيان "إن التعاون الوثيق بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية لاسيما مجلس التعاون الخليجي يحمل إمكانات كبيرة خاصة في مجال التصدي لتغير المناخ وتعزيز الطاقة المتجددة".
وقالت النائبة الألمانية "أقدر اتخاذ المفوضية الأوروبية الآن خطوات لوضع علاقاتنا مع المنطقة على أسس جديدة وآمل أن يواصل المجلس نهجه الطموح".
وشددت على أن تعميق هذه العلاقات سيساعد في تعزيز التعددية والتكامل الإقليمي مشيرة إلى أن "دول الخليج تعد من بين الدول الأكثر تقدما من حيث تقنيات الطاقة المتجددة".
وأضافت "علاوة على ذلك.. لديهم الموارد المالية للتوسع بسرعة في هذا المجال وهم متأهبون مسبقا لإنتاج الطاقة من الشمس.. التعاون مع دول الخليج في هذا الجانب هو قرار يتيح فائدة للجميع".
وأوضحت انه "يمكن للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي التعاون البحث والإنتاج والتجارة في مجال الطاقات المتجددة.. ذلك سيؤدي إلى تنويع إمدادات الطاقة في أوروبا ويوفر لدول الخليج فرصة لزيادة تنويع اقتصاد الطاقة لديها والحد من التنقيب عن الوقود الأحفوري".
وأشارت إلى أن "الانتقال من الوضع الحالي بإبرام اتفاقيات ثنائية نحو تعاون منظم بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي يعد أمرا أساسيا.. واقتراح المفوضية الأوروبية خطوة أولى في هذا الاتجاه".
ومن جانبه أشاد مدير قطاع الأبحاث بمركز الخليج للأبحاث الدكتور كريستيان كوخ في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بجهود مفوضية الاتحاد الأوروبي واقتراحها بشأن الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج.
ووصف الوثيقة بأنها توفر إطارا واسعا ومفيدا لتعزيز سياسة الاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج لاسيما مع دول مجلس التعاون الخليجي. واشار إلى أن التكتل الأوروبي بات يدرك في الآونة الأخيرة أن "الوضع الأمني والاستقرار في منطقة الخليج لهما عواقب مباشرة على الاتحاد الأوروبي".
وأكد الخبير في مجال العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والخليج أن "الاتحاد الأوروبي سيكسب الكثير من وراء شراكة أقوى وأكثر استراتيجية" مع مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء فيه.
وأوضح أنه "بالإضافة إلى المجالات التقليدية لتعزيز التجارة والاستثمار وكذلك أمن الطاقة فإن الوثيقة تركز على قضايا أيضا مثل الصحة العالمية والتحول الأخضر".
وأكد كوخ أهمية متابعة تطبيق العديد من الأفكار المقترحة من خلال استراتيجيات ملموسة تؤدي إلى إحراز نتائج بحلول نهاية هذا العام.
وأوضح "من النقاط المهمة أن هذا التواصل لم يكن نتيجة الأزمة الأوكرانية ولكنه اعتراف متزايد من جانب الاتحاد الأوروبي بالحاجة إلى نهج أعمق وأكثر تنسيقا مع دول مجلس التعاون الخليجي".
وأشار إلى أنه تمت مناقشة العديد من المناقشات والتوصيات قبل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا "لذلك من الضروري عدم الربط بين البندين".
وبدوره أعرب الامين العام لغرفة التجارة العربية - البلجيكية -لوكسمبورغ المشتركة قيصر حجازين عن دعم لاعتماد وثيقة (الشراكة الاستراتيجية مع الخليج) مؤكدا أنها تمثل تطورا إيجابيا نحو شراكة حقيقية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
وقال حجازين في تصريح ل(كونا) "أكدنا دائما في جميع أنشطتنا أن دول مجلس التعاون الخليجي شريك موثوق به ويعتمد عليه ويتطلع إلى شراكة حقيقية مع الاتحاد الأوروبي".
ولفت إلى أن الخطوات الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في مسعى لإعفاء عدد من دول مجلس التعاون الخليجي من تأشيرات دخول (شنغن) تسير في الاتجاه الصحيح وستساهم بشكل كبير في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين الطرفين.
وقال حجازين "من المعروف أن مجلس التعاون الخليجي هو أحد أهم الشركاء مع الاتحاد الأوروبي ويجب توسيع مجالات التعاون لتشمل المجالات الصحية والثقافية والاجتماعية وتبادل الخبرات بين الجامعات والطلاب".
وشدد على أن الغرفة تبذل جهودا دائمة لتعزيز العلاقات القائمة على المنفعة المتبادلة للوصول إلى شراكة حقيقية بين الطرفين.
ولفت إلى أن الغرفة ستنظم الأسبوع المقبل ندوة في هذا الصدد يكون فيها ضيف الشرف سفير دولة الكويت في بروكسل جاسم البدوي وبمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية البلجيكية ومؤسسات التجارة الخارجية ورجال الأعمال عن الفرص والمجالات الاستثمارية الواعدة في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.

تعليقات

اكتب تعليقك