وليد الغانم: من المستفيد من افتعال الأزمات بين العراق والكويت؟

زاوية الكتاب

كتب وليد الغانم 463 مشاهدات 0


تكرر خلال السنوات الماضية ظهور أصوات عراقية منكرة تهاجم دولة الكويت وتفتعل خصومات وهمية مع سياساتها الوطنية، وكلما تقاربت مصالح البلدين وزاد التفاهم بين الطرفين ارتفعت تلك الأصوات الشاذة لتمنع تحقيق التوافق بين المواقف الكويتية والعراقية.

الكويت وخلال أكثر من 30 عاماً بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم تمسكت بمنهج واضح في التعامل مع العراق يرتكز على الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة من أول يوم الغزو حتى السنوات اللاحقة، تجاوزت القرارات الدولية المتعلقة بالكويت والعراق 40 قراراً تعيد الحق لأهله وتنصف الكويت من تبعات الغزو الكارثي، وتنظم العلاقة بين البلدين بصورة واضحة لا لبس فيها، وتسامت الكويت على جرحها العميق، وساعدت العراق بعد سقوط حزب البعث الحاكم وسقوط نظام صدام حسين سنة 2003، وتعاونت مع الحكومات العراقية المتتابعة لإغلاق كل الملفات العالقة بين البلدين، وكان آخرها ملف التعويضات الذي استكمل خلال السنة الجارية، وما زال ملف المفقودين تحت المتابعة وملف استرجاع الأرشيف الوطني، وأبدت الكويت صدق نواياها بتعاملها مع العراق في خطوات حقيقية أمام العالم أجمع كان أبرزها زيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، للعراق قبل 3 سنوات في 2019، وكذلك رعاية الكويت لمؤتمر إعادة إعمار العراق بعد حرب داعش، وقبول تأجيل دفعات التعويضات المقررة عدة سنوات، فضلاً عن المشاريع المتعددة الإسكانية والتعليمية والتنموية التي رعتها حكومة الكويت في مدن العراق خلال العقد الماضي وما زالت.

اليوم نحتاج حزماً أكبر من الجانب العراقي في إسكات الأصوات المثيرة للفتنة ممن لم يستوعبوا دروس التاريخ، ولم يحسنوا قراءة الأحداث، ويريدوا التكسب السياسي المحلي الرخيص على حساب أمن الكويت واستقرارها وعلى حساب مصلحة البلدين، ونريد من العراق أيضاً وضوحاً لا غبش فيه من تصحيح المناهج الدراسية المتعلقة بتاريخ المنطقة وتاريخ الكويت تحديداً*.

ونريد أيضاً استكمال إنجاز ملفات المفقودين من أيام الغزو الغادر وإعادة كل متعلقات الأرشيف الوطني الكويتي المسروق من سنة 1990، وحتى تبرهن الحكومات العراقية صدق نواياها مع الكويت فإن التعاون مع الكويت في إنجاز مشروع ميناء مبارك الكبير وتنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله وحفظ الأمن والسلامة فيه حسب الأنظمة الدولية المتبعة، بما يحفظ حق الجميع، هو برهان ساطع على المستقبل الذي تبحث عنه الحكومات العراقية مع دولة الكويت.

نفتخر في الكويت بأننا في دولة محبة للسلام وداعية للوفاق وراعية للخير حول العالم، وإن تكرار صدور الإساءات الشاذة للكويت من جهات عراقية حكومية أو سياسية أو شعبية مهما كان انتماؤها أو ولاؤها والإضرار بمصالح العراق قبل مصالح الكويت يدعونا للتساؤل: من المستفيد من افتعال الأزمات بين العراق والكويت؟ أو بصورة أخرى: من المتضرر من تحسن العلاقات بين العراق والكويت؟ 

والله الموفق.

* راجع للمزيد حول موضوع الكويت في المناهج العراقية الفيديو الذي سجلته في اليوتيوب بالعنوان نفسه.

تعليقات

اكتب تعليقك