مبارك الدويلة: أي بشر هذا؟!
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة مايو 16, 2022, 10:39 م 649 مشاهدات 0
في مقابلة متلفزة، قال صحافي سابق في جريدة كويتية يومية، هارب من العدالة ومستقر في إحدى دول الخليج، إنه أرسل رسالة تهنئة لرأس النظام السوري آنذاك بمناسبة إبادة آلاف السوريين في مدينة حماة عام 1982! وعندما سأله مقدم البرنامج عن سبب ذلك قال: زين يسوي فيهم لأنهم كلهم من الاخوان المسلمين!
أذكر جيداً تلك المأساة التي حدثت لأهالي حماة على يد أحد الطغاة العرب، الذين ابتُليت بهم الأمة دهراً من الزمن! أذكر جيداً صور القتلى من النساء والأطفال والشباب، بعد أن دكت قوات النظام القاتل المدينة بالصواريخ، واستباحت كل المحرمات ودهست الدبابات عشرات الأبرياء بالشوارع من دون مراعاة لآدميتهم ولا لحقوقهم في العيش الكريم!
أذكر جيداً كيف أن العالم كله استنكر تلك المأساة المروعة، والتي كان واضحاً للعيان أن الرحمة نزعت من قلوب كل من شارك فيها، خاصة أن جثث أهالي حماة بقيت أياماً في الشوارع وتحت الأنقاض من دون أن يسمح لأهاليهم بدفنهم كما يفعل الآدميون!
بقي واحد فقط لم يستنكر ولم تتحرك إنسانيته ولا آدميته في وجدانه، ذلك هو الصحافي الذي أرسل رسالة تأييد للقاتل يهنئه على تنفيذ جريمته!
أي بشر هذا؟! أنا أعرف الكثير ممن يحقد ويكره جماعة الاخوان المسلمين، لكنني لم أسمع أن أحداً فرح بتعذيبهم والتنكيل بهم بهذه الجريمة البشعة كما اعترف الصحافي المذكور!
عندما قامت بعض الثورات المضادة بالانقلاب على ثورات الربيع العربي ونتائجها، سمعنا وقرأنا لبعض الليبراليين من خصوم التيار الإسلامي تأييداً لعودة حكم العسكر، ومباركة للأساليب القمعية التي مورست ضد رموز وقيادات جماعة الاخوان المسلمين، لكن أحداً لم يجرؤ على التأييد العلني لجرائم القتل التي صاحبت هذه الثورات المضادة! باستثناء هذا الصحافي وأمثاله من عتاة الليبراليين، الذين ملأ الحقد قلوبهم كرهاً في الدين والمتدينين، لدرجة لم تردعهم ضمائرهم عن مباركة الجرائم التي ينفذها المجرمون ضد الأبرياء العزل!
سيسجل التاريخ هذه المواقف المخزية، وسيعلم الجيل تلو الجيل حقيقة مبادئ الليبراليين والعلمانيين التي كشفتها ثورات الربيع العربي، وسنجد كل هذه الجرائم مدونة في سجلات اللوح المحفوظ وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث سترجع الحقوق لأصحابها، وسيقتص الجبار من كل ظالم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!
تعليقات