عبدالله علي العنزي: نوتةٌ أخيرةٌ للتفاصيل الأولى

فن وثقافة

605 مشاهدات 0


"متعثرٌ في الأرض  جزأَ نفسه
في الأرض  والأحلام  لاتتجزاُ"

قد يضطر الإنسان أن يغيّر وجهته في الحياة متماهيا مع مستجدات الواقع، إلا أن الأحلام-الأماني ، في أعماقه دائماً تتخذ بعداً تصاعديًّا لايحده سقف ولايرده ظرف.

الشاعر المبدع عبدالله علي العنزي من أبرز الشعراء الشباب في الكويت، وخليجيًّا حصل على جائز مسابقة "كتارا لشاعر الرسول الكريم "2021 م ،بالإضافة إلى جوائز شعرية محليًّا، يصافح محبي الشعر الفصيح بهذه القصيدة  المسكونة بالجمال التصويري والنابضة بالعمق الرئيوي:

ما قد شرحتُ بهِ وما لن أشرحَه
أختارُ من وجعي القديمِ تصفُّحَه

لن ينتهي زمنُ الذنوبِ فأخطئي
مقدارَ عمرِ الذنبِ حتى أصفحَه

الحزنُ يعرفني، وأعرفُ أنني
جمَّلتُهُ شعرًا لأخفيَ أقبحَه

هذي شظايا الذكرياتِ عبرتُها،
للسائلين لِمَ الحروفُ مُجَرَّحَة

خالفتُ نهجَ السائرين فربما
يحتاجُ منعرجُ الطريقِ لأجنحة
**
وجدوكِ عند الله! بعد غيابتي
فبِمَ انتظاري عند تلك الأضرحة؟

أنا دمعُكِ المنسيُّ خلفَ قصيدةٍ
نادتْ أَثَـمَّ يدٌ هناك لتمسحَه

قالت وجانَبَها الصوابُ فأمْهَلَت
عمرَ الفراقِ دقيقتين؛ لتجرحَه

في الهامشِ العدميِّ لا بحرٌ هنا
يَصِلُ الضفافَ العالقاتِ لنسبحَه

وَصَلَت سفينتُكِ القديمةُ بعدما
نَفَدَ الكلامُ على جدارِ المذبحَة

وَصَلَت لمفترقِ الطريقِ ولَوحَّتْ
وهي التي جاءتْ إليَّ مُلَوِّحَة

هل في انتطارٍ ما تعودُ حبيبة؟ٌ
فالمقعدُ المهجورُ ملَّ تأرجحَه

هل في انتظارٍ ما تعودُ حمامةٌ
ويدٌ تُمَدُّ إلى البريدِ لتفتحَه؟
**
قلنا وخَالَفَنا الرواةُ، وربما
قد أخطأَ العرَّافُ فيما رَجَّحَه

في الجانبين على نوافذِ من مضى
كانت تفاصيلُ الزجاجِ مُقَرَّحَـة

فاتت مواعيدُ اللقاءِ، وزهرةٌ
كانت هناك، مكانها لن تبرحَه

لن تبلغي وجعَ الزهورِ بعطرِها
إن لم يظلَّ بها شذىً كي تنفحَه
**
أدوارُنا اختلطت، وشيطانُ الأذى
في غمرةِ الأوهامِ رتَّبَ مسرحَه

في اللا مكانِ وجدتُ ضوء مدينتي
فقرأتُ فاتحةَ الكتابِ لأسفحَه

متمسكٌ بالذكرياتِ .. كمن يرى
أثرًا لما قد كانَ فيه وأصبحَه
**

تعليقات

اكتب تعليقك