روسيا: إجراءات عسكرية وتكنولوجية لمواجهة انضمام فنلندا للناتو

حذرت روسيا أمس الخميس من أنها ستتخذ إجراءات عسكرية وتكنولوجية ردا على احتمال انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو "ستتخذ مثل هذه الإجراءات من أجل احتواء أي مخاطر تهدد أمنها القومي".
وأضاف البيان أن موسكو أعلنت مرارا بأن السلطات والشعب في فنلندا هم المعنيون باختيار سبل ضمان أمن بلادهم "ولكن عليهم أن يدركوا المسؤولية والعواقب" التي ستنجم عن احتمال انضمام فنلندا إلى (ناتو).
وذكر أن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيلحق "ضررا كبيرا" بالعلاقات الثنائية الروسية الفنلندية وسينعكس "سلبا" على الاستقرار والأمن في شمال أوروبا.
واوضح البيان أن سياسة "الحياد الحربي" التي تمسكت بها فنلندا طوال عقود شكلت "أساسا" للاستقرار في شمال أوروبا و"ضمانة" لأمن فنلندا ووضعت "دعامة أكيدة" لإقامة علاقات شراكة وتعاون بين البلدين و"ألغت تماما المخاطر العسكرية".
ولاحظ البيان أن تأكيدات موسكو بعدم وجود أي "نوايا عدائية" لديها تجاه فنلندا وكذلك "التاريخ الطويل لعلاقات حسن الجوار والتعاون المتبادل" لم تقنع هلسنكي بضرورة الحفاظ على نهج "الحياد العسكري".
وأشار البيان إلى أن هدف (ناتو) من وراء ضم فنلندا للحلف يكمن في "مواصلة التوسع نحو الحدود الروسية وفتح جبهة جديدة للخطر على روسيا" قائلا إن التاريخ سيحكم على قرار هلسنكي تحويل فنلندا إلى "ساحة للمجابهة العسكرية مع روسيا".
ولفت البيان إلى أن احتمال انضمام فنلندا إلى الحلف الأطلسي "يشكل انتهاكا مباشرا" لالتزامات هلسنكي الدولية مشيرا إلى أن معاهدة باريس للسلام الموقعة في عام 1947 ألزمت فنلندا وروسيا بعدم الانضمام إلى أحلاف موجهة ضد الطرف الآخر وكذلك معاهدة عام 1992 التي قضت بعدم لجوء أي من الطرفين إلى التهديد باستخدام القوة أو اللجوء لها ضد سلامة أراضي الطرف الاخر.
يذكر أن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين أكدا في بيان مشترك في وقت سابق اليوم أنهما يؤيدان الانضمام إلى الحلف (ناتو) وأن قرارا رسميا سيتخذ نهاية الأسبوع.
كما رحب الأمين العام للحلف الأطلسي ينس شتولتنبرغ في بيان صدر اليوم أيضا بإعلان فنلندا رغبتها في الانضمام لعضوية الحلف قائلا إن "هذا قرار سيادي اتخذته فنلندا ويحترمه (ناتو) تماما" ومتعهدا بأن تكون إجراءات الالتحاق بعضوية الحلف "ميسرة وسريعة".