آلاء القطراوي: حاجز الصلصال

فن وثقافة

الآن 605 مشاهدات 0


"محروقةٌ أرضي وقد سرقوا مواسمها جميعاً
فانتبذتُ بجذعِ صحرائي ولا رطبٌ عليها ! قَدَري هنالكَ أنْ أوزّع تمر قلبيَ للمساكينِ اليتامى" هي المأساة ذاتها تتجدد فصولها النازفة على مسرح الألم، وتزدرد مشاهدها اللانهائية أزمنةُ الرصاص ،حيث لانافذة انفراجٍ تفضي إلى مشارف الخلاص.

الشاعرة الفلسطينية المبدعة آلاء القطراوي، المتألقة في مسابقة "أمير الشعراء " التلفزيونية الموسم السابع ،ومساحات الشعر في "التواصل الاجتماعي "  تصافح محبي الشعر بهذا النص الشعري المتوهج بمعطياته التعبيرية والمؤثر بدلالاته الإنسانية:

لو تصيرُ يدي حماماتٍ أطيّرُها
إليكْ !
مذعورةٌ ملءَ الحروبِ على بلادي
ملءَ انكساراتِ المخيّمِ
حينَ يبدو صامداً
وبروحهِ فتقتْ مدامَعَهَا سماواتُ الحِدَادِ
ملءَ الغناءِ المُرِّ
إنْ لمَسَتْ مقاماتي شفاهَ الظامئينَ
ولم تَرِدْ إلا محيطاتِ الرمادِ
ملءَ التسابيحِ التي
رتقتْ ظننتُ وربّما فتحتْ جراحاتِ المُرَادِ !

لو تصيرُ يدي سنابلَ حينَ أنسُجُهَا على كفيكْ !
محروقةٌ أرضي
وقد سرقوا مواسمها جميعاً
فانتبذتُ بجذعِ صحرائي ولا رطبٌ عليها !
قَدَري هنالكَ أنْ أوزّع تمر قلبيَ
للمساكينِ اليتامى
ما درَوا كيفَ الخناجرُ قد غَزَتْ عينيها!
قَدري بأنْ أمشي بفُلكَ اللهِ
أدري أنّ نوحاً سوفَ ينقذني إذا قد فارَ
تنورُ الغيابِ
ولم تجدْ جبلاً ليعصمها / إليها !
قَدَري أراكَ
فإننّي أبصرتُ رغمَ الحُجْبِ إسمكَ
ألفُ كشفٍ حفَّ نورَكَ حين يغزو عاشقاً
رمشيها !

لو تصيرُ يدي مآذنَ كي تصلّيَ
في ربا زنديكْ !
مكسورةٌ أبوابُ روحي
صرتُ فارغةً
سوى من وردةٍ في الذكرياتْ !
نقشتْ هنا حنّاءها
فتكشّفت عن رحلةٍ في الضوءِ
تعبرُ حاجزَ الصلصالِ
تسمعُ عن صهيلٍ جامحِ في الأرضِ
لكن دونما أصواتْ !
إذ كنتُ أفهمهُ
وأسمعهُ
وأبصرهُ
وأقرؤهُ
جنوناً رغمَ ألفِ رصاصةِ
ما ماتْ !
لذلكَ كنتُ أغرقُ
كلّما فاضَ الحنينُ
كأنّما فاضَ الفراتْ !

تعليقات

اكتب تعليقك