منى حسن: كنا صديقين

فن وثقافة

641 مشاهدات 0


هوامشاً في كتاب الحب لا لغةٌ
تؤوي لمعجمها نبض المساكينِ

حين تتساقط هوامش الأماني من "كتاب الحب، تتراجع خطوات "الوصل" في منتصف الدرب، وللجفاء وقفته الأخيرة  على أطلال الأمل:
الشاعرة السودانية القديرة منى حسن المتألقة في مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها الخامس، تدشن تواصلها مع محبي الشعر في هذه المساحة بهذه القصيدة الفاخرة تصويرا  والزاخرة تعبيرا:

ما ليسَ يعنيكَ أيضاً ليسَ يعنِينِي
ما عادَ لاسمِكَ ضوعٌ في عناوينِي

ما عدتُ آملُ أن ألقاكَ في زمنٍ
يرضَى بِهِ الحبُّ عنِّي أو يُواسِينِي

قد افترقنَا وفي أرواحِنا عطشٌ
إلى اللقاءِ.. يشدُّ الطينَ للطينِ

ثم  التقينا  تواريخاً  مؤجلةً
وقد كبرنا وُعوداً في الدواوينِ

ومنذ فهَّمَنا معنى الكلامِ قضى
نحيَا مجازاً ونمضي دونَ تدوينِ

هوامشاً في كتابِ الحبِّ، لا لغةٌ
تؤوي لمعجمها نبض المساكين

و آفلاً في بروجِ الوَصلِ طَالِعُنَا
عرَّافُهُ ظَلَّ  يَهذِي ثُمّ  يَرقِيني

لا ليسَ يدركُ أن لا حرزَ يرجعُ بِي..
وليسَ يُغني مِن الحُسُّادِ تحصِينِي

شيءٌ  تحطَّمَ  فيما  بيننا فبَدَا
دربُ الرجوعِ ضياعاً ليسَ يُغريِني

وكنتُ أقطفُ أزهارَ الرجاءِ مُنىً
و أنشدُ الحظَّ في حضنِ الفناجينِ

وأشتريكَ  بَكُلِّي.. بينما  عبثاً
طففتَ عند شِرائِي في الموازينِ

وما تكبدتَ أسماءً تضيءُ بها
دربَ اليقينِ ولا أحسنتَ تَلقيِنِي

وقلتُ آوي إلى عينيكَ تعصِمُني
فألقمتنِي   لأفواهِ  الطواحينِ

وقد تحررتُ من نفسي ومنكَ ولا
يحنُّ حرٌّ إلى  أحلامِ  مسجونِ

ما عدتُ أرقب أزماناً تعودُ بِنا
نَحوَ  البدايةِ  غناءِ  البساتينِ

ولنْ تراني على الأطلالِ واقفةً
أقلِّبُ الطرفَ بين الجيمِ والسينِ

ناياتُ وجدكَ ما عادتْ تُحرِكني
ولا تبثُّ شجوناً في مضامِيني

وخيلكَ الرِّيحُ.. خانتها أعِنَّتُهَا
فضيعَتكَ وضاعتْ في ميادِيني

وقدْ جَرعتُ مراراتِ النوى زمناً
والكأسُ دارَ لتشقَى أنتَ من دُونِي

كنَّا صديقين.. أو ما شئتَ من صِفةٍ
خُذْ ما تَراهُ  ودعنِي  دونَ  تأبينِ

تعليقات

اكتب تعليقك