إقبال الأحمد: حسّوا فينا.. ناسينا ليش؟!

زاوية الكتاب

كتب إقبال الأحمد 759 مشاهدات 0


لا يمكنني مقارنة وضع، سواء سياسياً أو اجتماعياً أو إعلامياً، إلا تبادر إلى ذهني لبنان كأقرب مثال لنا في الكويت.

أتابع يومياً وبشكل مكثّف خلال شهر رمضان كثيراً من البرامج الحوارية واللقاءات، وأقرأ أيضاً عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يتبادله متابعوها‏، فلم أجد دولة يستحوذ الشأن السياسي وفي محاور الحياة فيه.. وخصوصاً في جانب الانتقاد والتحسّر وجلد الذات، مثل ما يحصل عبر قنوات التواصل والإعلام الكويتي.

كم من التأفف والانتقادات والتحسّر الذي تتداوله الأطراف حول ما يجري داخل البلاد، وكم من الانتقادات، سواء للسلطة التنفيذية أو التشريعية وبعض جوانب القطاع الخاص، بشكل مباشر ‏وحاد في كثير من الأحيان، وهو أمر بقدر ما يبعث على الألم والحسرة.. فهو أيضاً مبعث فخر، لأنه ظاهرة إيجابية لا نجدها بشكل قريب أو بعيد في دول أخرى.

‏من النادر أن أفتح على أي قناة أو محطة تلفزيون في دولة خليجية أو عربية باستثناء لبنان، وأجد هذا الكم من النقاشات والانتقادات اللاذعة والصريحة والواضحة لسلطات البلاد، سواء كانت في قيادتها التنفيذية أو النيابية أو الاقتصادية أو الإعلامية أو الرياضية أو الثقافية كما نرى في الكويت.

إن تابعت شأناً سياسياً.. ففيه ألم لما يجري على الساحة السياسية، ‏وإن تابعت شأناً اقتصادياً، ففيه حسرة على ما آل إليه وضعنا الاقتصادي، وإن تابعت شأناً إعلامياً.. وجدت التحسر على القيود والأغلال التي قيدت الكلمة إن كانت سطراً في كتاب أو بيتاً في قصيدة أو مشهداً في مسلسل، وإن تابعت شأناً رياضياً لمست الانكسار من حالنا المهلهل، وإن تابعت شأناً فنياً لمست البكاء على ما تركناه وراءنا من أطلال تاريخ وتميز وتفرد في كل أنواع الفنون مقارنة بما نحن عليه اليوم.

الكل يشتكي ويتحسّر ويندب حالنا.. وسط سباقات التنمية والانطلاقات في جوارنا يميناً ويساراً.. والكل يتابع ويرى ويسمع من مسؤولينا وقادتنا الحكوميين وسط صمت.. لا رد فعل ولا تعليق.

في إحدى المسرحيات الناجحة أيام التميّز الكويتي.. أعجبتني جملة كان يرددها الفنان المتميز عبدالرحمن العقل وهي «حسوا فينا حسحسونا.. ناسينا.. ناسينا».

نعم.. يا مسؤولين.. حسوا فينا، قولوا حاجة، أي حاجة.. طمنونا.. هناك أمل أم لا؟ هناك خطط إصلاح جادة؟ هناك تنمية قادمة؟

هل هناك شيء يجري في الخفاء بانتظار الإعلان عنه قريباً يخفّف من يأسنا وتشاؤمنا؟ هل هناك مبعث أمل يعيد لنا الفرحة والانشراح؟

نحن الشعب الكويتي أملنا بطاقاتنا وتميزنا من خلال شبابنا من الجنسين، وإرثنا الغني في كل المجالات.. كبير وكبير جداً.. والأكثر والأهم أن أملنا في وطننا أقوى وأكبر..ولكن.

أي أمل يذهب هباءً منثوراً من دون إدارة حكومية واعية قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب (وأشدّد على الوقت المناسب) وبالقوة المفروضة والشجاعة المطلوبة.

أعيد وأكرر أن أملنا قوي بأن يتم الانتباه والاهتمام بما يقال وما يتم تداوله في مقار العمل والدواوين والمجالس.. والإعلام.

نعم أنا أشيد بمساحة الحرية التي يغبطنا عليها الجيران والحبايب.. في انتقادنا ‏لأوضاعنا.. وبأساليب حادة ولاذعة، قد تصل إلى التجريح في كثير من الأحيان، بقصد لفت النظر.. إلا أن الأوان قد حان لإدارة مقبض ماكينة العمل والإصلاح الحقيقي، فمن أوف off إلى أون on.

حسوا فينا.. حسحسونا، ناسينا.. ناسينا.

***

يشتكي كثير من أصحاب الأعمال، الذين تعتمد أعمالهم على بضائع يستوردونها، من أن العطلات الطويلة هم من يدفعون ثمنها.. حين يتأخر تسلّم البضائع بسبب العطلة الطويلة، حين تبقى البضاعة، مما يضطرهم إلى دفع أرضيات لا ذنب لهم فيها.. ألا يفترض أن يكون هناك تنسيق يضمن تصريف البضائع وتسلّمها من دون تأخير مبالغ فيه لا ذنب لصاحب العمل فيه؟

تعليقات

اكتب تعليقك