عبدالعزيز الكندري: العيد فرصة... لتبادل المشاعر
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الكندري إبريل 28, 2022, 11 م 445 مشاهدات 0
يأتي علينا العيد هذا العام بطعم مختلف بعد أن حرمنا من التزاور بسبب انتشار جائحة «كورونا» خلال الفترة السابقة، وما صاحب ذلك من حظر وفي بعض الأوقات منع للتجول.
ولكن من أهم محاسن هذا الوباء أنه اختصر المسافات خصوصاً في التحول الرقمي، وغيره الكثير من سلوكنا اليوم وجعلنا نعتمد على التكنولوجيا بصورة أكبر، والمستقبل بلا شك سيكون أفضل وأجمل، وهناك وظائف ستتطور بشكل لافت نتيجة اعتماد الناس عليها، مثل صناعة التطبيقات والبرمجيات وستنافس العمل التقليدي...
مشاكل ومآسي الناس كثيرة، ولكن في يوم العيد يجب أن نقلب الصفحة ويكون الحديث عن الفرح والسرور وتبادل مشاعر المحبة. وإذا لم نفرح في يوم العيد، فمتى نفرح؟
يوم العيد هو يوم الفرح والزينة وليس يوماً لتذكر المشاكل والحديث عن الخلافات... يعني هو لإحياء الفرح وليس مطلوباً منا أن نذرف الدموع، ويجب أن نعطيه حقه من الفرح، ونفرح مثل الأطفال.
من طبائع الأمم والشعوب أنهم يحبون أن تكون لهم مناسبات وأعياد يفرحون فيها، والأعياد موجودة في كل الأمم، والأصل في العيد هو الفرح والسرور وإزالة رواسب القلب وتصفية النفس، وهذا هو جوهر جمال العيد، فعيد الفطر هو شكر لله عز وجل على الصيام، وعيد الأضحى، شكر لله عز وجل على التوفيق بالحج.
هو عيد البشاشة والابتسامة على من عرفت ومن لم تعرف، وهذا يدل على أن ديننا يعترف ببشرية الإنسان ويفهم طبائع النفوس، ولذلك يجب علينا أن نفرح وننشر الفرح حولنا.
العيد هو أيام سعادة وفرح وجمال للكبار والصغار، والأطفال هم من أمهر صناع الفرح والجمال في العيد.
العيد يا سادة من أجل الفرح والسرور وإدخال السعادة على نفوس الآخرين، ومن لا يعرف كيف يحس بالسعادة، فليتعلم من الأطفال، فهم خير سفراء للسعادة.
ويا ليت، نفوس الكبار مثل الأطفال الصغار بسبب البراءة التي في قلوبهم، فهم سريعو الغضب والرضا. يبكون وبعد دقائق يضحكون، على عكس الكبار الذين يتذكرون الإساءات حتى بعد سنين، ومن الصعب أن يسامحوا، حتى أنك تقابل بعض هؤلاء بكل حب ولا تجد إلا الجحود والصد والنكران.
ويقول عنهم علي الطنطاوي «مسكين جداً أنت حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى، وأن الحقد يجعلك أذكى وأن القسوة والجفاف هي ما تجعلك إنساناً محترماً».
ما أجمل أن يعيش الإنسان حياة سوية خالية من العقد الاجتماعية، يكون متسامحاً مع الناس، لأن القواسم المشتركة أكثر بكثير من التقاطعات والاختلافات، ونحن البشر عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس، وأكبر معاركنا هي التي تدور في نفوسنا، لأن مشكلة الآلام النفسية أنها لا تُرى بالعين ولكن أثرها كبير على الإنسان، وقليل من الناس من يستطيع التعامل بإيجابية مع أحداث الحياة اليومية لأننا لم نتعلم كيف نعيش حياة سوية ونعبر عن مشاعرنا بكل أريحية، وهذا ما يشكّل ضغطاً نفسياً رهيباً وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الأمراض لا قدرالله.
لذلك يوم العيد فرصة لإخراج هذه المشاعر.
ويقول الأديب علي الطنطاوي «إن العيد في حقيقته عيد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرة، ولم يتبعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرد رقم على التقويم».
تعليقات