"لم نشهد شيئا كهذا".. ما نعرفه عن التهاب الكبد "الغامض" الذي يصيب الأطفال

منوعات

الآن - وكالات 279 مشاهدات 0


لاتزال التحقيقات التي تجريها منظمة الصحة العالمية وقطاعات الصحة، في دول عدة، تجري بشأن حالات التهاب الكبد الحاد الغامضة التي ظهرت عند أطفال بمناطق مختلفة حول العالم.

وأبلغت نحو 12 دولة عن ظهور هذه الحالات منذ الإبلاغ عنها أولا في المملكة المتحدة في الخامس من أبريل الجاري.

وتتراوح أعمار الأطفال المصابين ابين شهر واحد إلى 16 عاما، وحوالي 10 في المئة من الحالات تطلبت زراعة كبد.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن طفلا واحدا توفي.

واللافت أن كل الأطفال المصابين كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام قبل أن تشخصيهم بالمرض.

وتكمن خطورة هذه الحالات في أنها تصيب عضوا شديد الأهمية في جسم الإنسان، فالكبد يقوم بعدة وظائف مهمة، مثل إزالة السموم من الدم، والمشاركة في التمثيل الغذائي، وتنظيم تخثر الدم، ومحاربة الالتهابات.

ويؤدي التهاب الكبد إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل السرطان وفشل الكبد، وقد ينتج عنها الوفاة.

أسباب التهاب الكبد

أهم أسباب حدوث التهاب الكبد هي الفيروسات التي تصيبه، مثل فيروسات الالتهاب الكبدي "إيه" و"بي" و"سي" و"دي" و"إي".

وتختلف هذه الفيروسات من حيث كيفية انتقالها وانتشارها الجغرافي وأعراضها (لا تظهر الأعراض لدى الجميع) وشدتها، ولكنها تؤدي جميعها إلى الإصابة بالتهاب الكبد.

ومن بين الأسباب أيضا تناول الكحول وبعض الأدوية واضطرابات الجهاز المناعي.

وفي بعض الأحيان، لا يوجد سبب واضح، وهو ما حدث في حالات الأطفال المبلغ عنها إلى منظمة الصحة العالمية، وفق صحيفة الغارديان.

ماذا حدث للأطفال المصابين؟

وتفيد التقارير بأنه لم يتم رصد أي من فيروسات التهاب الكبد الشائعة في أي من الأطفال المصابين.

ومع ذلك، في بعض الحالات التي تم رصدها حدث فشل في وظائف الكبد، وهو أمر نادر الحدوث بين الأطفال.

وقالت الأستاذة المساعدة آشا بوين، من مستشفى بيرث للأطفال في أستراليا وهي باحثة في الأمراض المعدية في معهد تيليثون للأطفال: "هذا أمر غير معتاد بالتأكيد، ولم أشهد في حياتي المهنية شيئا كهذا".

وتقول إن "ما رصدناه أن الكبد قد فشل تماما في هؤلاء الأطفال... هذا نادر للغاية في الطفولة. وقد وضعنا جميعا في حالة تأهب قصوى".

الأعراض

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن العديد من الأطفال عانوا من أعراض في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والإسهال والقيء قبل التشخيص مباشرة. 

وأصيب العديد منهم باليرقان، وهو حالة إصفرار الجلد والعينين.

وأصيب أكثر من 70 من الأطفال في بريطانيا بما يسمى "أدينو فيروس/ الفيروس الغدي" وهي حالة شائعة تسبب الزكام والتهاب الحلق والحمى والإسهال، كما أصيب نحو 20 طفلا منهم بمرض كوفيد.

وتقول أسوشييد برس إن الفيروس الغدي ينتشر حاليا في الأطفال بمستويات عالية مع رفع قيود كورونا تدريجيا، بعد أن انخفضت هذه الإصابات بشكل كبير أثناء الوباء.

الأسباب الممكنة

تجرى حاليا عدة تحقيقات لمعرفة الأسباب المحتملة لكن لم يتم تأكيد أي سبب حتى الآن.

وتركز بعض التحقيقات على العوامل البيئية أو الفيروسات أو الكائنات الحية التي قد تكون السبب.

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير إنه في حين أن الفيروس الغدي يمثل حاليا إحدى الفرضيات "فإنه لا يفسر تماما خطورة ما حدث" كما لم يعرف من قبل ارتباطه بالتهاب الكبد.

واستبعد مسؤولو الصحة العامة في المملكة المتحدة أي صلة لالتهاب الكبد بلقاحات كورونا، قائلين إنه لم يتم تطعيم أي من الأطفال المصابين.

وقالت مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الدكتورة أندريا أمون، للصحفيين، الثلاثاء، إن فرضية أخرى قيد التحقيق هي ما إذا كانت عمليات الإغلاق قد أضعفت مناعة الأطفال بسبب انخفاض التعرض لمسببات الأمراض.

وحتى الآن، تم الإبلاغ عن 190 حالة غامضة منها 140 حالة في أوروبا، معظمها في المملكة المتحدة (110 حالات، 10 من الأطفال احتاجوا إلى زراعة كبد). وتم العثور على حالات أخرى في إسرائيل والولايات المتحدة. وأصيب 17 طفلا بالمرض لدرجة أنهم احتاجوا إلى عمليات زرع كبد.

تعليقات

اكتب تعليقك