مبارك الدويلة: نساء الكويت.. تاج على رأسك

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 483 مشاهدات 0


لم يمنعه شهر رمضان من استمراره في غيّه...

لم تمنعه حرمة الشهر الفضيل من أن يمسك لسانه وقلمه عن بذاءة القول...

لم تردعه خلفيته عن الطعن في المؤمنات الغافلات...

هل تعلمون لماذا؟

لأن لا حرمة للشهر الفضيل في قاموس أفكاره، ولا اعتبار لكرامة الآخرين في سلوكه وتربيته.

زاملت ليبراليين وعاصرت رموز العلمانيين، كأمثال الخطيب والنيباري والمنيس والربعي، عليهم رحمة الله، لكنني لم أعرف عنهم هذا السقوط الأخلاقي الذي أشاهده اليوم في كتابات ومقالات بعض ليبراليي اليوم! كان د. أحمد الخطيب من أشد خصوم الإسلاميين، لكننا لم نسمع منه ولا من رفقاء دربه هذا الطعن في سلوك نساء الكويت الفاضلات، الذي بنى عليه صاحبنا رأيه بسبب صلاتهن في مساجد الكويت في رمضان! وبدلاً من الثناء عليهن والدعاء لهن، يتهم أخلاقهن وسلوكهن ويصفه «بالوضع الأخلاقي البائس»، وهو تصرف لم يسبقه عليه أحد من غلمان العلمانية.

هؤلاء النسوة أيها البائس اليائس هن اللواتي تتخرج الأجيال الصالحة من تحت أيديهن، هؤلاء النسوة هن أمهات جيل المستقبل الذي نعلق عليه الآمال في تطهير المجتمع من أفكار أمثالك الهدامة بالحكمة والموعظة! هؤلاء الغرابيب السود هن بنات الكويت جئن من كل فج عميق للصلاة وإحياء ليالي الشهر الفضيل في ظاهرة تتكرر كل سنة لتثبت للعقلاء أن الكويت بخير وأن أخلاق أبنائها بخير وأن الالتزام الديني ما زال موجوداً في معظم البيوت.

كم كنت أتمنى أن أقرأ لك تشجيعاً لمكارم الأخلاق، لكن مع الأسف لم تعد للقضية الاخلاقية أولوية لديه.

وكم كنت أمنّي نفسي أن تكتب عن ستر المرأة واستقامتها واحترامها لدينها وتمسكها بأخلاق الإسلام، لكن مع الأسف وجدتك تكتب عن دعم الشذوذ الجنسي وتؤيد الزنى في الفنادق بشكل صريح في مقالاتك المنشورة.

آخر مقالاتك كشفت المستور، وبيَّنت سبب هذا الهجوم غير المبرر على الدين والظاهرة الدينية وتشويهك اليومي للدعاة والمصلحين.

بالأمس كشفت عن حقد دفين لكل ما هو ديني، حتى إنك لم تخفِ استياءك من انتشار ظاهرة الحجاب، وتردد الشباب على المساجد، واعتبرت ذلك بداية حقبة التخلف الحضاري.

الإسلام قادم بقوة أيها المثقف الفلتة.

لئن حاول البعض أن يحجم انتشار الظاهرة الدينية في بلاد المسلمين، فإن الله قادر على أن ينصر هذا الدين في أوروبا وأميركا.. «لينصرن الله هذا الدين بعز عزيز وذل ذليل». 

الإسلام دين الفطرة، ومهما حاول أعداؤه تحجيم انتشاره، فقد ينجحون في وقت من الزمن، لكنه يعود بعد ذلك، لأنه دين الفطرة. مشكلة أعداء الدين أنهم يستخدمون الكذب لتسويق أفكارهم، مثل الادعاء الأخير بصلاة ألف امرأة في المسجد الكبير، وكلنا نعلم أن هذه السنة والتي سبقتها لم تقم في المسجد الكبير صلاة القيام! كذلك ادعاؤهم المتكرر أن الحكومة سلمت «التربية» للإخوان المسلمين طوال عشرات السنين الماضية، وكلنا نعلم أن الإخوان لم يكن لهم وجود في هذه الوزارة التي كانت تدار من وزراء ليبراليين في معظمهم! لذلك، هم منذ زمن بعيد يطعنون بثوابت الدين ويشوهون صورة الدعاة والمصلحين، من دون جدوى، فها هي الظاهرة الدينية تنتشر وتتجدد قوتها في كل رمضان، وخصومهم يرجعون خائبين.

«ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر» (حديث شريف).

تعليقات

اكتب تعليقك