علي البغلي: كن فاسداً.. وعش سعيداً!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 409 مشاهدات 0


ذهلت عندما قرأت خبراً عن الجار الكبير العراق الذي يكثر الحديث عن معاناته من فساد «ما تشيله البعارين» بعد ذهاب حكم المجرم صدام غير مأسوف عليه. 

الخبر يقول إن «هيئة النزاهة العراقية أعلنت يوم الخميس 21 ابريل 2022 استرداد أكثر من 9 ملايين دولار من مصارف لبنانية.. نعم أكرر مصارف لبنانية، التي قررت محكمة استئناف بيروت فيها «تسليم مبلغ 9.384.499 دولار الى الحكومة العراقية، اضافة الى شقة في منطقة راس بيروت».. مبينة ان الاموال التي تم تهريبها من سيدة مدانة كانت مودعة في 5 مصارف لبنانية وبأسماء مستعارة. انتهى. 

ورجعت مضطرا لمقارنة ما يحصل وحصل في الكويت في قضايا تتوارى منها القضية العراقية خجلاً من مواضع كثيرة. ففي العراق لا يوجد حكومة حتى الان منذ الانتخابات الماضية، والمبلغ المطالب به والمختلس حوالي 9 ملايين دولار يعتبره سراقنا العظام «بخشيشا». ذلك أن ما سرق من قبلهم أو استولوا عليه هو مئات الملايين من الدولارات! وأحد مظاهر اعجابي وتعجبي بما فعله العراقيون لاسترداد أموالهم، أن الاسترداد كان من مصارف لبنانية تدعي كلها الافلاس، وعلى رأسها البنك المركزي اللبناني، ولا تصرف لموديعها أكثر من 150 دولارا شهرياً وبالكاد.. وهناك قائمة طويلة من مظاهر الاعجاب أكتفي بما ذكرته منها في هذا الجزء من مقالي..

*** 

لن أستشهد بصندوق الجيش وما أثير من شبهات اختلاسه من مليارات منه من قبل افراد يصولون ويجولون بيننا، ولا بعشرات القضايا الملايينية المنسية عمداً من قبل حكوماتنا (اللا) رشيدة وأجهزتها الضبطية الرقابية النائمة؟! 

سأذكر هنا قضية فرد استولى على أموالنا نحن وشعب الكويت من متقاعدين وموظفين، ذلك لان حكومتنا غير مهتمة بالسرقات المليارية التي تمت من خلال أجهزتها، لان تلك الاموال من الخزينة العامة (حسب تفكيرها) وبالتالي لا ينطبق عليها انها أموال عامة مملوكة للشعب الكويتي، بل يعتبرها أغلب المسؤولون الكبار أنها ملك أبوهم او أبهاتهم يعملون بها كما شاؤوا!! 

*** 

والفرد الذي استولى على اموالي وأموالك عزيزي الكويتي القارئ هو مدير عام مؤسسة التأمينات الاجتماعية لأكثر من عقد من الزمان، غرف منها لمصلحته مئات الملايين وأودعها البنوك الاجنبية واشترى بها عقارات هو وأهل بيته، وبالأخص بناته اللاتي يعشن بالخارج كنجمات هوليوود وأفضل. ويعيش سارق أموالي وأموالك في بريطانيا معززا مكرما، لم تسترد منه حتى الان احدى رشيداتنا فلسا أحمر مما اختلسه من أموالنا، مع أن علاقتنا مع بريطانيا حكومة وشعبا أكثر من وثيقة وتاريخية. فنحن كنا تحت حمايتها ولم يجرؤ وقتها أحد على أن يدوس لنا على طرف.. فلمَ لا تستغل رشيداتنا هذه العلاقة التاريخية لاسترداد ذلك اللص الذي أصدرت عليه محاكمنا أحكام سجن مؤبدة ولعشرات السنين؟! فهل هذه رسالة من رشيداتنا لنا ولمن يعيش بيننا أنه «كن فاسداً.. وعش سعيداً». 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك