د.مبارك العبدالهادي: باعة الأحزان

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 463 مشاهدات 0


مشهدنا السياسي ليس محض مصادفة إنما أمر خُطط ودبر في ليلة لونها داكن بعد أن انعدمت الرؤية وأصبح الضوء الخافت لا يملكه سوى بعض المدمرين لواقعنا وطموحات الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالصبر على ما تبقى من أنفاس يلفظونها بعد أن سرقت السعادة من جيوبهم، وأصبحوا فقراء يقتاتون على بصيص أمل لانفراجة هذه الكآبة التي تلازمهم على الدوام بسبب فوضى في المشهد السياسي الذي أصبح ينتقل معهم كالظل الذي يخيف صاحبه في أغلب الأحيان عندما يكون وحيداً في صحراء قاحلة لا عشب فيها ولا ماء.

ما أصعب أن يتحول بعض الساسة إلى لصوص فرح يسرقون السعادة من أناس لا همّ لهم سوى العيش على استحياء، والمضي قدما في هذه الأيام بعد أن أصبحوا أيتام الأمل لسقوطهم في هاوية الألم، فهل الفرح أصبح يباع؟ وهل للسعادة ثمن؟ وهل للابتسامة ضريبة؟ كلها أسئلة تطرح نفسها وهي تصف الأحداث المتوالية التي اشتدت على العديد من الأبرياء، بعد أن اشتروا الوهم من باعة الأحزان والانتكاسات ممن يدّعون مواقف مزيفة تستهدف مصالح المواطنين. تمضي الأيام ولكننا في كل مرة نعود إلى مربعنا الأول والدائرة المغلقة أمام حوار طرشان لا يلتفتون إلا لأصواتهم، ولا يتفاعلون إلا مع رغباتهم، ولا يعيشون إلا على صناعة أحداثهم المثيرة للشفقة بحجج مكررة، وأفعال مدمرة، وقضايا عالقة وعائقة أمام أجيال كانوا ينتظرون منهم صناعة مستقبل باهر، ولكن السراب بقي هو الأقرب بعد أن تبخرت الأحلام.

لصوص الفرح الذين لم يلتفتوا أيضا لحقوق أناس يطالبون بها بشكل عادل للفصل في مصيرهم الذي ظل مهدداً تحت طائلة التلفيق والتدليس من قبل العنصريين الذين لو بيدهم لخطفوا الأرواح من الأجساد حتى لا تبقى هذه الفئة المستهدفة التي تبحث عن حضن يدفئ جمر الولاء والانتماء.

رغم الأمل الذي كان معقوداً على من يدعون الوطنية فإنهم أصبحوا اليوم مجرد مرتزقة يعتاشون على هموم الآخرين ويتكسبون عبر ادعاءاتهم الكاذبة، وهناك من لا يزال مستمرا في تمرير الأكاذيب كما هي الكرة التي مررت بين قدمي المتنفذين من قبل منافسيهم المسيطرين. لصوص الأفراح صنعوا أدواتهم لاستخدام الوسائل البديلة كبديل للدفاع عن سرقاتهم وتجاوزاتهم وفسادهم الذي استشرى رغم ادعاءاتهم بأنهم سيتصدون لزملائهم الحرامية الذين اختلفوا على الآلية ولكنهم اتفقوا في أهدافهم.

الوطن في غصة بسبب هذا العناء واستمرار الأغبياء في تحديث أوهامهم ومحاربتهم لكل عطاء، ومازالت معتقداتهم هي السائدة في تشتيت الأنقياء، وما زلنا في دوامة بانتظار الحسم والمحاسبة وجلد الخبثاء.

آخر السطر:

عندما يتكالب اللصوص على اختلاس الأفراح فإنهم يخططون لاستمرار مسلسل فسادهم.

تعليقات

اكتب تعليقك