محمد الرويحل: غصة وحسرة وألم!

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 501 مشاهدات 0


لا يمكن لأي مكون من مكونات المجتمع أن يقبل ما يحدث ويقرّ بأن ما حدث أمر عادي وطبيعي، يمكن أن يحدث في مجتمع عاش عقوداً على التآلف والمحبة والولاء للوطن، وعمل جاهداً لرفعته وازدهاره، فكان الجميع يحبون بعضهم حتى الغريب لم يشعر بغربته عندما يطأ هذه الأرض المباركة.

ولأننا مجتمع كبقية المجتمعات فيه الخير والشر فقد كان الخير في السابق هو المسيطر، وهو الصفة السائدة على غالبية أفراد المجتمع، حتى كاد الشر أن يضمحل من هذه الأرض، وكنا نعتقد أنه لن ينتصر لضعفه وقلة عدد سالكيه، فغفلنا عنه وكانت تلك الغفلة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

من منا كان يتوقع أن نكون هكذا فنصبح قبائل وطوائف وعوائل، الكل منا يحاول أن يجعل الوطن شركةً خاصة له ولأقربائه ومن يواليه؟ ومن منا كان يعلم أننا نترك الكويت الوطن الذي جمعنا لنتفرق من أجل المال والنفوذ والسلطة، حتى بلغت الخصومة بيننا ذروة الفجور؟ ومن منا ظن أننا ننشغل فيما بيننا لينتصر أحدنا على الآخر من أجل السيطرة على ما هو أصلاً لنا جميعاً؟

حالنا أصبحت كالذين ترك لهم والدهم ثروة لا تعد ولا تحصى فدخل الشيطان بعد مماته بينهم ليحاول كل منهم الاستيلاء على تلك الثروة دون أن يراعي حق إخوته ومخافة الله في تعب والده.

الحقيقة التي غفلنا عنها وما زلنا غافلين أن الشر أسس في غفلتنا تنظيماً يدعى مؤسسة الفساد، ونجح في بعثرتنا، وخلق عداوةً فيما بيننا حتى يتفرد بالسيطرة على كل ما تركه لنا أسلافنا من قيم ومحبة وثروة، وها هو اليوم يشاهد من بعيد تناحرنا وتخلفنا وانشغالنا بأنفسنا لينفرد هو بكل شيء ونحن نتحسر على الزمن الجميل الذي خلفه لنا أسلافنا دون أن نعي أسباب ما نحن عليه اليوم.

يعني بالعربي المشرمح:

الغصة والحسرة والألم الذي نعانيه اليوم ويعانيه الوطن كان بسبب غفلتنا وعدم إدراكنا لمخططات مؤسسة الفساد التي نجحت في تدمير أحلامنا وكل ما هو جميل في وطننا، بل أشغلتنا في أنفسنا وتفرغت لنهب خيرات وطننا وتنميته وازدهاره، والمصيبة العظمى أننا ما زلنا في دوامة الصراع العبثي فيما بيننا نتحسر ونتألم بعد أن عرفنا الحقيقة، ومن أوصلنا لهذه الحال، فمتى نستفيق من هذا الواقع المؤلم؟ ومتى نبدأ بإعادة ما هدمته هذه المؤسسة الشريرة مما بناه أسلافنا؟

تعليقات

اكتب تعليقك