مشعل السعيد: محنة الثلاثة آلاف

زاوية الكتاب

كتب مشعل السعيد 628 مشاهدات 0


الكويت منذ قيامها بلد الخير والحب والتآخي، قبل اكتشاف النفط وبعده، وليس بغريب على القيادة السياسية الكويتية أن تتلمس احتياجات أبناء الكويت وتقدم لهم الهبات بين الفينة والأخرى، وتخفف عنهم أعباء الحياة، وتقف إلى جانبهم في السراء والضراء.

وهذا الأمر ليس وليد اليوم، وإنما منذ قيام هذا الكيان المبارك، فالحاكم والرعية يد واحدة، وليس هناك ثمة حواجز بين الحاكم وشعبه، والعالم كله يعرف ذلك تمام المعرفة، لذا فنحن محسودون على حكامنا، مثلما نحن محسودون على النعمة التي وهبها الله تعالى لنا، ومحسودون على الاستقرار والأمن والأمان الذي ننعم به.

وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل ذو نعمة محسود»، حتى أن الكويتي مكفول من المهد إلى اللحد، وهذا ما لا نجده في مكان آخر، وقد أعلن أخيرا عن منحة للمتقاعدين من مؤسسة التأمينات الاجتماعية قيمتها ثلاثة آلاف دينار، فقامت الدنيا ولم تقعد وكثر الهرج والمرج والقيل والقال بمجرد انتشار هذا الخبر، وكأن هذه المنحة (محنة) وقصة طويلة عريضة في حلقات متصلة منفصلة، يتحدث بها الناس في الدواوين والنوادي والأسواق، علما بأن هذه المنحة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في تاريخ القيادة السياسية الكويتية.

للأسف البعض يصورنا بالهلكى الذين تقطعت بهم السبل، نعاني من الفقر وشظف العيش وقلة ذات اليد (أيهات) حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له، والأشد إيلاما أن كثيرا من الناس يصورون هذه المحنة عفوا المنحة طوق النجاة وسفينة نوح عليه السلام، من ركبها نجا من الفقر، فما هذا الهراء والكلام اللامنطقي، وأين حمد المولى عز وجل على السراء والضراء؟ وأين القناعة؟

لقد لفت انتباهي من يقول: حرام عليكم تأخير المنحة، فأولادنا وأبناؤنا بحاجة ماسة لها! ولقد صدق القائل: إذا لم تستح فافعل ما شئت، نحن بخير والحمد لله وهذه المنحة لن تقدم شيئا ولا تأخره، فلا نحمّل الأمور ما لا تحتمل، ولنحمد الله كثيرا لتدوم هذه النعمة، ودمتم سالمين.

تعليقات

اكتب تعليقك