محمد الرويحل: متى تنتهي هذه الثقافة؟

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 419 مشاهدات 0


لا أعتقد أن أحداً في الكويت يختلف على وجود ظواهر جديدة على مجتمعنا في الفترة الأخيرة لم نعرفها سابقاً، ولم تكن موجودة بيننا أو بين من سبقونا من أسلافنا، حتى أصبحت تلك الظواهر ثقافة يتبجح بها الكثيرون دون خجل أو حياء.

ظاهرة الخصومة الفاجرة التي لم نكن نعرفها سابقاً والتي طغت على الساسة والمتنفذين حتى أصبحت ثقافة المجتمع، فأصبح أبناء المجتمع الواحد يخططون ويتدبرون للانتقام من بعضهم لمجرد اختلاف في وجهات النظر، وهو أمر لم يكن في يوم من أيام أسلافنا موجوداً، بل أصبحت هذه الظاهرة صفة يتباهى بها البعض، ويكرس لها المال والنفوذ، ويلتذذ بالانتصار على من يختلف معه دون أي اعتبار لمستقبل الوطن، فانشغلوا بها وأشغلوا المجتمع ليجعلوها ثقافةً مفروضة على الجميع.

أيضاً فرضوا ظاهرةً سيئة تفكك وحدتنا وتفرق شملنا حين يتبجح البعض بأنهم أهل البلد ومؤسسوه، ولهم الفضل والمنة على نشأته، وما سواهم مجرد لفو لا انتماء لهم ولا ولاء وحصروا حدود الوطن بمساكن أسلافهم وجعلوا منا طوائف وقبائل وعوائل، حتى بات الوطن لا يعرف أبناءه ولا الأبناء يعرفون وطنهم، وأصبحنا نتهم بعضنا بعضاً في أصولنا، لنثبت أحقيتنا في المواطنة والوطنية لنشوه صورة الكويت الجميلة المتسامحة التي كانت ملجأ المظلومين والمحرومين.

نحن نعيش حالة عبث لم يمر بها مجتمع من مجتمعات العالم، والمؤلم أننا لا ندرك خطورة هذا العبث، ولا نعي كارثيته التي لو استمرت فإنها ستقضي علينا جميعاً دون رحمة ولا هوادة، بل ستكون تلك الظواهر ثقافةً لأجيالنا وتركةً مؤلمة لهم ستدمر ما تبقى لهم من هذا الوطن الجميل.

يعني بالعربي المشرمح:

اصحوا يا أحبتي فما تفعلونه اليوم من عبث مدمر سيكون غداً ثقافةً لأبنائكم وأحفادكم، وحينها لا ينفع الندم ولا البكاء على الأطلال، وسيشهد التاريخ على ما فعلتموه بهم، فهل تعون وتدركون ذلك قبل فوات الأوان، لتعيدوا الكويت إلى سابق عهدها، بلد الجميع ووطن السلام والتسامح والمحبة؟

تعليقات

اكتب تعليقك