الحجرف: «اتفاق الرياض» خارطة طريق.. واستكمال بنوده مطلب يمني
خليجيالآن - وكالات مارس 30, 2022, 7:07 م 573 مشاهدات 0
انطلقت المشاورات اليمنية - اليمنية اليوم الأربعاء والتي تستمر حتى 7 أبريل المقبل برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقره في «الرياض» بمشاركة يمنية واسعة.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف في كلمته بالجلسة الافتتاحية لهذه المشاورات أن المشاورات اليمنية - اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة.
وقال الحجرف أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يؤكد على جملة من الثوابت في وسط عالم من المتغيرات وهي أن الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم الأمن والاستقرار في اليمن والعمل على ايجاد حل للأزمة اليمنية ينهي الصراع وينقل اليمن من حالة الحرب وتداعياته إلى حالة السلم وتحدياته وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.
وأضاف أن «اتفاق الرياض» يشكل خريطة طريق واستحقاقاً وطنياً يمنياً ويشكل استكمال بنوده متطلباً يمنياً يمنياً وأن دعم جهود المجتمع الدولي وجهود المبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي ولايجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين كافة المكونات اليمنية وكذلك دعم مؤسسات الدولة الدستورية والحرص على فاعليتها وضمان قيامها بمهامها ومسؤولياتها، مشيراً إلى أن من الثوابت أن لا حل إلا الحل السلمي وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد بكل ما تحمله الكلمة من معنى الشدة لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود ولعل مشاوراتكم تؤسس لعام فيه يغاث الناس.
وبين أن المشاورات اليمنية - اليمنية بمحاورها الست السياسي والاقتصادي والتنموي والمحور الإغاثي والإنساني والمحور الاجتماعي والمحور الإعلامي تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته واستقراء المستقبل والاستعداد لتحدياته وبلورة خطوات عملية تنقل اليمن من حالة الحرب وأهوالها إلى حالة السلم وآمالها.
وشدد الحجرف على أن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية ليست خياراً بل واجب يتطلب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية ونبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح لبلورة خريطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه.
وقال أن الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الأجواء المناسبة لانطلاق هذه المشاورات والعمل على نجاحها هي محل تقدير وتأتي الاستجابة السريعة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لنداء وقف إطلاق النار الذي أطلقناه بالأمس والذي دخل حيز النفاذ الساعة السادسة من صباح اليوم وبالتزامن مع انطلاق المشاورات استجابة مقدرة ومشكورة وداعمة لتلك الجهود.
أزمة إنسانية
من ناحيته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون العربية والأمن القومي بالجامعة السفير خليل الذوادي أن الأزمة اليمنية تمثل جرحاً غائراً في قلب العالم العربي فتبعاتها الأمنية والإنسانية لا تخفى سواء على الشعب اليمني أو جيرانه أو على أمن البحر الأحمر وتدفقات الطاقة المرتبطة باستقرار الاقتصاد العالمي.
وأضاف الذوادي أن ما يتعرض إليه اليمنيين من أزمة إنسانية غير مسبوقة وممتدة منذ سنوات هو أمر لا يقبله أي عربي ولا يتمنى استمراره كما لا نقبل أن يكون اليمن منصة لتهديد جيرانه أو بؤرة لزعزعة استقرار المنطقة.
وأكد أن الجامعة العربية تبنت منذ بداية الأزمة الحل السياسي الشامل كسبيل وحيد لإنهاء الحرب وإحلال السلام وتتطلع إليه كافة شعوب المنطقة ودولها، معرباً عن التطلع بأن يكون الاجتماع خطوة مهمة على طريق الحل الشامل في اليمن وأن تنبثق عن المشاورات خارطة طريق واضحة المعالم.
بدوره، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه في كلمته أن المنظمة التزمت بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ودعت إلى رفع المعاناة الإنسانية عن شعبه وإلى حل سياسي للنزاع.
وأوضح طه أن المشاورات اليمنية اليمنية تمثل فرصة تاريخية لليمنيين، معبراً عن الأمل في أن تسهم في رأب الصدع بينهم.
ودعا جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط فيها بكل عزم لحقن الدم اليمني والتوصل إلى حل سياسي شامل يحمي مصالح الشعب اليمني العليا ويضمن حقوق الجميع.
وضع كارثي
من جهتها، قالت رئيس الجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الإصلاح اليمنية أفراح الزوبة أن أكثر من 30 مليون يمني يعيشون وضعاً حرجاً وكارثياً للغاية والوضع يزداد سوءاً كل يوم بفعل الأزمات المتراكمة وتغلغل الصراع جغرافياً وسياسياً وتمدد آثاره وتبعاته إلى كافة مناحي الحياة وعلى رأسها الوضع المعيشي والإنساني.
وبينت أنه مع انشغال العالم عن اليمن لمواجهة أزمات أخرى لما لها من تأثيرات على اقتصاد اليمن وأمنه الغذائي بما ينذر فعلياً بوصوله إلى المجاعة، داعية داعمي اليمن إلى الانتقال من العمل الإغاثي إلى دعم الاقتصاد التنموي بشكل يخلق لليمنيين فرص عمل ويؤهلهم للاعتماد على أنفسهم وخيرات بلادهم.
من جهته، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أن الأمم المتحدة تشعر بالامتنان لمجلس التعاون الخليجي لجهوده خلال السنوات الماضية لانهاء المعاناة في اليمن، مرحباً بجميع المبادرات الدبلوماسية التي تدعم جهود الأمم المتحدة لاستئناف المشاورات والعملية السياسية السلمية في اليمن.
وأعرب عن الإيمان بأن تعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية سيسهم في إحلال السلام والأمن وأن هذا التعاون فيما يتعلق باليمن مع المنظمات الإقليمية مثل مجلس التعاون لعب لفترة طويلة دوراً هاماً ونحتاج كل دعم ممكن للوصول إلى حل سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار غروندبرغ إلى أن أكثر المتضررين من الحرب هم النساء والأطفال، مبيناً أنه كل ما استمر هذا النزاع كلما ازداد التأثير على المدنيين، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يحتاج أن يرى طريقاً واضحاً للخروج من هذا النزاع، مؤكداً أن اليمنيين يريدون نهاية لهذه الحرب ويريدون سلاماً عادلاً ودائماً.
أمر هام
من ناحيته، بين مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ أن هذا اللقاء من أجل حوار شامل بين اليمنيين يُعد أمراً هاماً للغاية وذو قيمة كبيرة حيث لم تعقد لمدة سبع سنوات منذ بداية الحرب.
وأشار إلى أن هذه المشاورات تعد فرصة تمنح لجميع اليمنيين لكي يتحدوا وأن يكون هناك نقاشاً لوجهات النظر المختلفة لتحديد حلول شاملة تحسن من حياة المواطن اليمني ما يعتبر تحدياً كبيراً ولكنه أيضاً ضرورة قصوى من خلال مثل هذه الاجتماعات الكبيرة والمنصات المختلفة التي من خلالها يستطيع اليمنيون أن يقيموا حواراً بناءً.
وقال أن الأمم المتحدة تؤيد قيادة الأمم المتحدة لتطوير حل سلمي شامل للجميع من خلال المشاورات، مبيناً أنه لدى الولايات المتحدة الطاقة الكبيرة لدعم المشروعات اليمنية.
وأكد ليندركينغ أنه يجب أن تسمع كل الأصوات اليمنية وكافة الآراء التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حلول لهذه الأزمة، مبدياً دعم الولايات المتحدة لاقتراح الأمم المتحدة لاتفاقية هدنة يمكن أن تكون خطوة أولى في انشاء وقف إطلاق النار الشامل.
من جانبه، أعرب المبعوث السويدي الخاص إلى اليمن بيتر سيمنبي في كلمته عن الأمل بأن هذا الاجتماع سيقدم فرصة كبيرة لليمنيين لمناقشة كافة الحلول للأزمة التي استمرت لسبع سنوات لتحقيق الأمن والحوكمة والإصلاح الاقتصادي التي يجب أن نركز عليه.
وأضاف أن هذه العملية يجب أن تكون شاملة للمرأة وكل الأجيال والشرائح المختلفة من المجتمع اليمني والأطراف اليمنية والقبائل جنباً إلى جنب مع كافة الأطراف اليمنية السياسية لكي نصل إلى حلول سلمية للمدى البعيد، مشيراً إلى أن اجتماع اليوم له أهمية كبيرة من حيث الحجم والتمثيل الكبير يجب أن نستمع إليها ونحدد أهدافنا.
وأكد سيمنبي أن «المأساة الأوكرانية» التي تحدث حالياً لن تنسينا الأزمة اليمنية وسنستمر في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن.
وبعد ذلك دخل المشاركون في المشاورات في جلسة مغلقة.
وعلى هامش المشاورات أقيم معرض للمؤسسات والجمعيات التنموية والخيرية الخليجية شارك فيه الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي مستعرضين ما قدمته دولة الكويت من مساعدات وإغاثات تنموية وغذائية وإنسانية لليمن.
تعليقات