عبدالعزيز الكندري: بسنا فلوس... ياحسين!
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الكندري مارس 27, 2022, 10:32 م 408 مشاهدات 0
قبل 13 سنة من الآن، أسندت الكويت إلى مؤسسة استشارية عالمية يترأسها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لإعداد رؤية للبلد، وقد أعدت تحت عنوان «الكويت بحلول 2030»، وكانت تتكون من ألف صفحة، وأعطت تشخيصاً لما تعانيه الكويت من إشكالات مختلفة، وبيّنت طريقة الخروج من هذا الإشكال.
تناولت الدراسة أن الكويت بحاجة إلى اتخاذ قرارات رئيسية وأساسية من أجل مستقبل أفضل، فلديها من الإمكانيات الكثير، ودقت ناقوس الخطر في إشارتها إلى أن 80 في المئة من موظفي الدولة في القطاع الحكومي، والإيرادات النفطية تمثل 90 في المئة من الدخل، والإنفاق على التعليم والصحة أعلى من متوسط الإنفاق في الاتحاد الأوروبي، إلا أن المخرجات والعادات أقل بكثير من مثيلاتها في هذه الدول!
وبيّنت أن هناك أبعاداً لعملية التغيير الفعال ولتحقيق رؤية 2030، وهي إحياء روح المبادرة في اقتصاد الكويت، والذي يتطلب تقليص الروتين الحكومي، بحيث يتم تبسيط الإجراءات، ويصبح تأسيس الشركات أمراً سهلاً ويسيراً، وذكّرت بضرورة خلق فرص متكافئة ونزيهة في الأ سواق واستئصال الفساد، ووضع مالي متين ومستدام، وتطوير وتفعيل الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي للكويت يسمح بذلك، بحيث يتم انتشار نطاق العمليات اللوجستية، ومن أهم الأمور تطوير رأس المال البشري، مما يتطلب خلق فرص مهنية مستمرة، وتغيير آلية سوق العمل، تطوير نطاق التعليم وإيجاد نظام صحي بمعايير عالمية، وبناء ديموقراطية فاعلة وناجحة، والاحتفاء بالتقاليد الكويتية، وبناء الأمن في عالم متغير.
ولكن ماذا حدث اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات؟
للأسف لا شيء، بل أصبحنا أسوأ من السابق، ويجب ألا نلوم الناس على المقترحات الشعبية، ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها نتيجة الفشل الإداري الحكومي الواضح في مختلف الملفات.
هل تستطيع أن تقنع الناس بأن توزيع الأموال خطأ وهم يشاهدون أسعار الأراضي السكنية الجنونية نتيجة الإخفاق في تحرير الأراضي، أو سوء التعليم، أو موجة الغلاء الحاصلة اليوم، وحجم الأموال الضائعة؟
في السابق كنا نتحدث عن عجز كبير في الميزانية، ولكن الآن مع تلاشي العجوزات بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والنتيجة «كبر المخدة» وتأخر الحلول الضرورية، وبالتالي تكبر المشكلة أكبر ويصعب الحل، جائحة «كورونا» كانت فرصة حقيقية للإصلاح لكننا لم نستفد منها.
لماذا يجب علينا أن نفكر بمصادر بديلة عن النفط؟، لأننا نعيش في عالم متغير، والسرعة في هذا التغيير لم تتعود عليها المجتمعات الشرقية، وستحل التكنولوجيا مكان العديد من البشر، وهناك وظائف ستختفي وأخرى ستظهر.
والتكنولوجيا ستغير وجه الكثير من الصناعات التقليدية، وسيتم الاعتماد على الطاقة المتجددة أكثر.
هل بعد كل هذه التحديات الداخلية والخارجية التي تحصل نتحدث اليوم عن الوافدين وأعمارهم، وتعديل مسمى خادم، والتضخم يصيب كل دول العالم تقريباً... ونحن نشكل فرق تفتيش عن زيادات الأسعار مع أننا نستورد 90 في المئة من احتياجاتنا؟
الكويت بلد يستحق كل الحب وليس الحلب، ما يحدث مع الأسف شيء كبير، وفي بعض الأحيان أفكر بيني وبين نفسي هل هو منظم؟، نحتاج وقفة جادة صادقة من رجال الدولة المخلصين.
وبسنا فلوس... ياحسين.
تعليقات