وليد إبراهيم الأحمد: ... عرفتوها؟!

زاوية الكتاب

كتب وليد الأحمد 303 مشاهدات 0


كانت هناك شجرة تفاحٍ كبيرة فارعة الأغصان، مُمتلئة الثمر، قويّة الجذع والأغصان، وبجانب الشّجرة هناك طفلٌ يلعب ويلهو، ويتسلّق على أغصانها، ويأكل من ثمارها، وإذا تعب من اللّعب نام تحتها مستظلاً بظلالها.

مرّت الأيّام وكبُر الطّفل وانشغل عن الشّجرة فتوقف عن الذّهاب إليها، لكنّه عاد يوماً إليها وهو حزين، فطلبت منه الشجرة اللعب معها!

فقال الولد، أنا لم أعد صغيراً وإني بحاجةٍ لبعض النقودِ لأشتري بعض الحاجيّات. فقالت له، لا توجد معي نقود لكن خُذ ثمر التّفاح من أغصاني، وقم ببيعه واستخدم الأرباح لتشتري ما تريده. فجمع الولد كل ثمارها وأخذها وهو سعيد وغادرها ولم يعد... فباتت الشّجرة حزينة!

بعد أعوامٍ عاد الطفل، وكالعادة، قالت له الشجرة، تعال آنسني في وحدتي، فقال لها، لقد أصبحت رجلاً كبيراً، ولديّ عائلة أنا مسؤول عنها، وأحتاج لبناء بيت، هل تستطيعين مساعدتي؟

فقالت له، أنا لا أملك بيتاً ولكن بإمكانك أن تأخذ من أغصاني كما تشاء، لتبني بيتك، ففعل الرجل وأخذ الأغصان وانفرجت كربته !

مرت الأيام والسنوات والشجرة وحيدة حزينة على الطفل الذي كبر وأصبح رجلاً ولم يعد يهتم بها او بسقيها بالماء لتعيش على قطرات المطر!

وفجأة جاءها في يوم صيفٍ حار، فسعدت الشجرة بقدومه وقالت له، لقد نسيتني ولم تسهر لراحتي... فقال، لقد كبرت كثيراً وأصبحت عجوزاً وأريد أن أرتاح من عناء الدُنيا وأبحر بعيداً عن الناس ولكني لا أملك مركباً أبحر به. فقالت له الشجرة، خُذ من جذعي واصنع مركباً، فأخذ من جذعها وصنع المركب وذهب عنها ولم يعد لسنين طويلة ونسي فضلها عليه !

وبعد سنين عاد الرجل للشجرة، فسابقته بالقول: آسفة، لقد أصبحت كبيرة جداً ولا أملك تفاحاً لتأكل أو أغصاناً قوية لتسكن أو جذعاً متماسكا لتبحر!

فرد عليها العجوز قائلاً، كل ما أحتاجه الآن هو أن أرتاح من عناء السنين واللهث خلف دنيا المال والحياة. أحتاج مكاناً للراحة فقط.

فقالت له الشجرة، هذه جذوري الضعيفة واغصاني القليلة وهي ما املك يمكنك الجلوس وأخذ قسط من الراحة!

- نعم، هي قصة مقتبسة لكن عرفتوا من هي الشجرة؟!

على الطاير:

- كم انت كبيرة يا كويت؟!

ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع... باذن الله نلقاكم!

تعليقات

اكتب تعليقك