مبارك الدويلة: وين رايحة ديرتنا؟
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة مارس 14, 2022, 10:49 م 449 مشاهدات 0
تعيش الكويت هذه الأيام حالة من اللا استقرار في الوضع السياسي، ويمر البلد بمخاض عسير، مجهول النتائج، غامض المصير، والجميع اليوم يترقب القرارات المصيرية التي قد تغيّر وجه الكويت. لكن حالة من التشاؤم تسيطر على الناس لمعرفتهم «بالبير وغطاه»! فالذي يعرف الحكومة وطريقة تفكيرها ومن يشور عليها، يدرك أنها «راح تدعم الطوفة».. وبالتجربة تدرك أنها «مالها صاحب»، لذلك شاهدنا في الأيام الأخيرة كيف بدأ أصحابها ينفضون من حولها، أو كما يقال يقفزون من قاربها خوفاً من أن يغرقوا معها.
استقالة وزيري الدفاع والداخلية السابقين كشفت الوضع المأساوي الذي تعيشه الحكومة وحجم الورطة التي يعيشها رئيسها معها، فقد تم قبول الاستقالتين بعد سويعات من الإعلان عنها، مما يوضح حالة عدم الرضا عن هذا التصرّف، لكونها سابقة خطيرة في مفهوم البروتوكول الرسمي وتجرؤاً غير مألوف لشباب من الأسرة على ما تم التعود عليه.
***
منذ هذه الاستقالة والحكومة كل يوم لها قصة مع الفشل، فبعد أن توقع الناس استئناف جلسات الحوار واستكمال بنوده، نسمع أنه تم تعطيله، وبعد أن تفاءل الناس خيراً مع بداية دور الانعقاد الحالي لمجلس الأمة والوعود بالالتزام بالعمل وفق الدستور، نجد أن نهج هذه الحكومة لا يبتعد كثيراً عن سابقاتها، بمعنى «هذا سيفوه وهذي خلاجينه»! فرد قوانين المطبوعات، التي تم إقرارها في مجلس الأمة، دليل على طبيعة التفكير التي كنا نتمنى من رئيس الحكومة أبو خالد أن يتخلص منه.. وعدم حضور جلسة المتقاعدين هو استمرار للنهج القديم نفسه. واكتملت مسيرة الفشل بمشاهدة البعض خارج السجن، بينما البعض الآخر بين أسواره.
***
اليوم يعيش حلفاء الحكومة أسوأ حالاتهم، فقد أثبتت الحكومة أنه يصعب الرهان عليها، وأن خصومها السياسيين بدأوا بالضرب «بالمليان» لتحقيق أهدافهم المعلنة، التي كان الكثير منا يراها أهدافاً عبثية، لكن الوضع يجعل الحليم حيران، فها هو مجلس الأمة يكاد يلفظ أنفاس أيامه الأخيرة، وها هي الحكومة تواجه ضغطاً غير مسبوق لتغييرها بل ونسفها، وعندها ستكون النتيجة نجاح الرأي المتطرف، وفشل الرأي العاقل الحكيم، وكل ذلك بسبب تصرّف الحكومة ومسيرتها.
***
أعتقد جازماً أن الحل ليس بحل مجلس الأمة، بل بإعادة تشكيل الحكومة، مع تغيير نمط تفكيرها ونهجها، وأن تفهم التعاون بمعنى السعي لإنجاح مجلس الأمة وأعضائه، بإنجاح مشاريعهم ومقترحاتهم، وليس عرقلتها وإفشالها، كما يحدث اليوم.
ومن يظن أن حل مشكلة التعاون بين السلطتين يكون بحل مجلس الأمة فهذا هروب إلى الأمام، وإعادتنا إلى المربع الأول، ومن كان يظن أن مجلس الأمة معوق للتطور والإنجاز فهذا واهم ومضيع بوصلته، فقد أثبتت تجارب الحل السابقة أن الحكومة ما دامت بهذا النهج في التشكيل وإدارة البلد فلن تستطيع إنجاز شيء حتى مع غياب الرقابة الشعبية، وحتى لو جعلناها هي الخصم والحكم.
أتمنى من المعنيين أن يكونوا عوناً لتطوير آليات العمل السياسي، وأهمها التعاون بين السلطتين، وهذا لن يتم إلا إذا أحسنا اختياراتنا، وبعد ذلك نعطي استقلالية لهذه الاختيارات.
في فمي ماء..!
المصدر: القبس
تعليقات