داهم القحطاني: مؤامرة قتل صناعة الترفيه في الكويت

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 377 مشاهدات 0


الترفيه صناعة مهمة جدا تحولت في السنوات الأخيرة إلى واحدة من أهم مصادر الدخل لدى دول كثيرة، لكنها في الكويت صناعة تدهورت للأسف بعد أن كانت الكويت واحدة من رواد هذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي. 

أنت تتحدث عن بلد قام ببناء أبراج سياحية عام 1979 ولا تزال هذه الأبراج مصدرا للجذب السياحي، وعن بلد أنشأ مدينة ألعاب ترفيهية عام 1984 بمواصفات عالمية في وقت كانت دول عدة في المنطقة تعاني من نقص في البنى التحتية، وعن بلد افتتح في عام 1986 أطول واجهة بحرية سياحية في المنطقة لا تزال إلى اليوم واحدة من أجمل الواجهات البحرية، وتضم كثيرا من المرافق الترفيهية، والسياحية.

ولكن وبكل أسف الكويت فقدت الريادة في هذا القطاع، وتحولت إلى بلد يكاد يخلو من الترفيه فيما عدا آلاف المطاعم التي تملأ الأسواق والمجمعات التجارية إلى درجة أن كثيرا من الكويتيين يكادون يجزمون أن قتل صناعة الترفيه مؤامرة متعمدة حتى يضطر الناس لارتياد المجمعات التجارية بصورة أكبر.

في وقت واحد كانت لدى الأسرة الكويتية والشباب الكويتي مدينة ترفيهية ضخمة في منطقة الدوحة، وحديقة واسعة في منطقة الشعب، وحديقة ضخمة في منطقة جنوب الصباحية، إضافة إلى عشرات الحدائق والشواطئ التابعة لشركة المشروعات السياحية، وكانت مرافق جاذبة، وذات أسعار مناسبة للأسر ذات الدخل المحدود من الكويتيين وغيرهم.

كل هذا اختفى فجأة لأسباب مختلفة، ولم يتبق سوى حدائق ومرافق محدودة لا تضم سوى المطاعم الغالية الثمن، ليجد رب الأسرة نفسه أمام ورطة الصرف الباذخ على نوع جديد من الترفيه لا يمكن لميزانيته أن تتحمله، ولا يدوم لفترة مناسبة، ولا يتضمن شيئا من عوامل الجذب والدهشة.

هل ما يحصل من تردٍ لقطاع الترفيه في الكويت بالفعل- كما يقول البعض- متعمد لكي لا يؤثر في أرباح المجمعات التجارية الخيالية؟ أم أن في الأمر سوء إدارة مزمنا؟، أم أن الحكومة غير مهتمة أصلا بهذا القطاع طالما كانت هناك مداخيل كبرى من قطاعات أخرى؟

الحكومة تحركت مؤخرا وأعلنت عن مشاريع ترفيهية في جزر جسر جابر الصناعية، وفي منطقتي الوفرة والعبدلي الزراعيتين، لكنها للأسف مشاريع متواضعة جدا وغير مؤثرة في ظل توقعات المواطنين بأن الحكومة سيكون لديها رؤية أشمل بعد أن أطلقت كل دول الخليج العربي مشاريع سياحية وترفيهية ضخمة جعلت المواطن الكويتي يتحسر على ضمور بلده في هذه القطاعات، وعلى فقدان حكومته للبوصلة بسبب ندرة رجال الدولة الحقيقيين، وغلبة قياديي الواسطة والنفوذ.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك