د.موضي الحمود: رثاءٌ أم ثناءٌ؟

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 464 مشاهدات 0


نرضى بأمر الله وبما قدره على عباده، ونحزن لفقد عزيز ولكن عزاءنا أن رثاءنا هذا لأحد الرجال الذين استوطن الوطن نفوسهم، وشغلهم أمر بنائه وتأسيسه وإصلاح أموره جل سنوات عمرهم.. فأخلصوا العمل وعاهدوا ربهم على الوفاء بحق الكويت فحملوا الأمانة وأوفوا بحقها.. فكيف لا نحزن لفراقهم؟!!

المغفور له بإذن الله الدكتور أحمد الخطيب.. لم يكن طبيباً يعالج أمراض البدن فقط، بل كان مواطناً مخلصاً وسياسياً مثابراً حاضراً في كل أحداث الوطن وهموم أمته العربية.. معالجاً لمسيرة الكويت التاريخية ولنفوس أهلها، مؤسساً مع صحبه الكبار من رجال الكويت دستور الدولة.. حارساً أميناً لديموقراطيتها.. متألماً لكل عثرات الوطن، مبادلاً الناس الحب والتقدير فبادلوه بالمثل.. ولجأ إليه الشباب قبل الكبار والسياسيين للاستنارة برأيه وحكمته، وكان ناصحاً مرشداً لكل من يلجأ إليه.. ألم أقل لكم إنها ليست كلمات رثاء، بل هي عبارات ثناء مستحقة لكبار ولمسيرتهم وعطائهم وإخلاصهم ونظافة أيديهم؟

تاريخ يمضي بأحداثه وشخوصه، رجالاً ونساء، من المخلصين ومستقبل يتشكل بشبابه وآماله.. فكان الحكيم جزءاً لا يتجزأ من هذا التاريخ، وكان يبذر من خلال فكره وحكمته بذور حب الوطن لتنمو في قلوب شبابه، فهم الأمل.. وبجهود وهمة شباب الكويت، إناثاً وذكوراً، سنمضي بإذن الله في مسيرة البناء والرفعة لوطننا وسنذكر ونتذكر دائماً من رحل عنا ونرثيهم رثاء هو أقرب للثناء لمن غادرنا إلى دار الحق بعدما سطروا إرثاً وطنياً مخلصاً لوطنهم... رحمك الله أيها الحكيم وأسكنك جناته وألهم أسرتك الكريمة وأسرتك الكويتية الكبيرة الصبر والسلوان... «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».

تعليقات

اكتب تعليقك