د.موضي الحمود: غياب أو تجاهل.. فمن نحاسب؟

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 381 مشاهدات 0


انقضت تلك العطلة الطويلة، التي أُقرّت بمناسبة الاحتفالات بذكرى أعيادنا الوطنية وأعياد التحرير، وإن خلت تماماً من الاحتفال إلاّ ما عمرت به أجواء أشقائنا في دول الخليج، الذين احتفلوا بأعيادنا، ونسينا نحن أو تجاهلنا الاحتفال بها، إما عن إهمال أو تجاهل أصاب أجهزتنا المعنية، التي غالباً ما تهتم بكل شاردة وواردة إلّا الاحتفاء بالوطن وأعياده.

لم أجد تفسيراً لذلك.. ولم أجد أمامي، كما الكثيرين غيري، إلا السكون في المنزل واللجوء إلى خير جليس وهو الكتاب.. وأي كتاب؟! كان هدية حملت في طياتها كثيراً من «حقائق وخفايا» وذكريات دبلوماسي مخضرم من أبناء الكويت المخلصين، وهو محمد عبدالله أبو الحسن.. كتابه كما عنوانه جمع بين دفتيه حقائق وخفايا وتوثيقاً لمرحلة، بل مراحل حاسمة من عمر الوطن عاصرها «أبا مهند» أثناء عمله الدبلوماسي الذي امتد قرابة اثنين وعشرين عاماً، متنقلاً بين عواصم العالم ومنظماته الدولية، مُبرزاً وجه الكويت الحضاري المشرق، ومدافعاً عن قضايا الوطن في محنه وأزماته، وعلى رأسها «أم القضايا»، وهي محنة الغزو العراقي الغاشم.. مواقف مؤلمة وغزو وحشي من قبل من ساندناه وقت شدته تزامن مع جحود البعض ممن تنكر لنا وقت الشدة، قابل ذلك احتضان مشّرف من قبل الأشقاء والأصدقاء والحلفاء لحق الكويت ونصرة لشعبها.. قصص وحكايات وخفايا لأصعب مرحلة مرت بها البلاد سطّرها الكاتب بأسلوب رصين وشيق، بيّن فيه كيف حيكت خطوطها في دهاليز أروقة الأمم المتحدة.. ولكن مع الأسف أن تمر ذكرى التحرير مرور الكرام من دون الاحتفال اللائق بها.. فقد اقتصر الأمر على حفلات فنية هنا أو إعلان تجاري تصحبه أغنية أو نشيد هناك.. بينما غفلت أو تغافلت عنها أجهزة الدولة، كما لم تزدن معظم مناطق الكويت وشوارعها بالزينة والأعلام كالعادة.. فمن نحاسب؟

وما زاد من مرارة الذكرى هو تزامنها مع حدث عالمي مؤلم ومرعب، وهو الغزو الروسي لأوكرانيا.. أحداث أعادت لنا ذكريات الغزو المؤلمة ونحن نرى تدفق قوافل اللاجئين المدنيين إلى دول الجوار الأوروبية.. ومن المؤسف ما حملته بعض وسائل التواصل الاجتماعي من شماتة أو تشفٍّ من أوروبا وأميركا وضد أوكرانيا.. وأعجب ممن ينسى أهوال الغزو ولا يرى في هذا النزاع القائم إلا عقاباً لأنظمة توسعية، حتى وإن كان وقودها المواطنين الآمنين شيوخاً وأطفالاً ونساءً.

كيف ننسى وهذه المصادفة في الأحداث تذكرنا بمرارة العدوان، أياً كانت شخوصه وضحاياه.. نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يصلح أحوالنا لنرفع راية الوطن ونزهو بأعياده دائماً، ونسأله تعالى أن يحفظ البشرية جمعاء من أهوال النزاع والحروب.

تعليقات

اكتب تعليقك