مرزوق الغانم: الجنوح للسلام والتصالح يجب أن يكون هدفا استراتيجيا وغاية ونهج حياة وثقافة
محليات وبرلمانالآن - كونا مارس 3, 2022, 6:12 م 303 مشاهدات 0
قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم اليوم الخميس إن الجنوح للسلام والتصالح يجب أن يكون هدفا استراتيجيا وغاية ونهج حياة وطريقة عيش وثقافة لا هدفا تكتيكيا أو ناتجا عن العجز أو كسبا للوقت مبينا أن الاستثمار في ثقافة السلام ليس ترفا أو لغوا أو لهوا بل هو خيار استراتيجي وحيد.
جاء ذلك في كلمة الغانم في المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام الذي تنظمه (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) الكويتية في مالطا تحت عنوان (القيادة من أجل السلام العادل).
وأكد الغانم الدور المحوري والمفصلي للبرلمانات والبرلمانيين في إشاعة وترسيخ ثقافة السلام مشددا على أهمية الممارسة البرلمانية الرشيدة التي تدفع باتجاه السلم الأهلي والأمن المجتمعي حتى وإن كانت على حساب الخسائر الشخصية.
وقال "بداية أجد لزاما علي أن أتوجه برسالة حب وصدق وعرفان إلى العم الكبير عبدالعزيز سعود البابطين بأن ما تفعله أيها الكريم من نشاطات ثقافية ومنتديات معرفية عالمية أمر مهم جدا.. وثق أننا مسكونون بالعرفان لما تقوم به".
وأضاف مخاطبا البابطين "أن تجمع تلك القامات السياسية والثقافية من مختلف أقطار العالم وأن تربط تلك النخب الفكرية بقضايا مصيرية عابرة للقارات والأديان والأعراق أمر ليس بالسهل وأعرف أنه يحتاج الى مثابرة وجهد وطاقة كتلك التي تملكها ونحسدك عليها فلك منا جميعا كل الشكر والتقدير".
ودعا الله أن يوفق رئيس المؤسسة فيما يعمله ويسدد خطاه فيما يمضي وأن تبقى (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) منارة وشعلة وقدوة.
وقال الغانم مخاطبا رئيس جمهورية مالطا جورج فيلا "الشكر موصول لمالطا الصديقة رئيسا وشعبا وإن رعايتكم واستضافتكم لهذا المنتدى المهم يا فخامة الرئيس تعكس حرصكم وحرص مالطا على احتضان كل ما من شأنه تجسير الهوات الثقافية بين شعوب الأرض وترسيخ ثقافة السلام والتعايش".
واوضح أن مالطا التي تتربع في قلب البحر المتوسط كانت ومنذ القدم وبالرغم من صغرها مسرحا لمن مر بالمنطقة من أمم وحضارات عريقة من فينيقيين وإغريق ورومان وعرب ونورمان وعشرات الحضارات والثقافات وكانت بحق شاهدة وتجسيدا حقيقيا للتنوع الثقافي الإنساني.
وأشار الى أن "العنصرية والتمذهب والتمييز والتحزب الضيق والرغبة في التوسع والنزعات الاستعمارية كلها ثيمات ثقافية وكلها مواد خام أولية تتغذى بنسق ثقافي ممنهج وتكون مآلاتها دائما الاحتراب والتصارع والفوبيات المتبادلة".
وأكد أن مفهوم السلام مفهوم ثقافي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسيا وأن جنوح الإنسان إلى السلام والتصالح لا يجب أن يكون هدفا تكتيكيا ولا يجب أن يكون ناتجا عن عجزك عن الحرب أو كسبا للوقت مبينا أن السلام يجب أن يكون هدفا استراتيجيا وغاية أخيرة ونهج حياة وطريقة عيش وثقافة.
وبين انه لكي يتحقق ذلك فإننا "مطالبون دائما بتعزيز ثقافة الوحدة الإنسانية المبنية على احترام التنوع وثقافة التكامل والتعاون بدلا من ثقافة الاستغلال والاختراق والتفوق العرقي والديني".
وشدد الغانم على أن السلام يحتاج إلى هدوء وحكمة ونضج وتعقل وتروي وتقليب الآراء على أكثر من وجه ويحتاج الى خطاب التفهم لا التشكيك وخطاب الوعد لا الوعيد وخطاب المستقبل بكل ما يتطلبه من بعد نظر ومسؤولية وأمانة.
وفي ختام كلمته أعرب الغانم عن شكره مرة أخرى لرئيس مؤسسة البابطين الثقافية الذي "يقوم بجهد تنويري مهم وفارق في التعاطي مع قضايا الإنسان الملحة في وقت يمر فيه العالم بصراعات مكلفة إنسانيا جلها كان بالإمكان تفاديها وتحاشيها لو أعطى للعقل فرصة وللحكمة فسحة".
وشهد المنتدى حضورا رفيعا من القيادات السياسية والفكرية العالمية من بينهم رؤساء دول مالطا وألبانيا وكوسوفو ورئيس كرواتيا السابق وعدد من رؤساء البرلمانات في العالم والامين العام لمجلس التعاون الخليجي ومسؤولو عدد من المنظمات الدولية والإقليمية كما شهد المنتدى كلمة متلفزة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
تعليقات