«ابن ريس» والإيثار في الصحبة
الأدب الشعبي#قصة_حقيقية و #شعر
رجا القحطاني مارس 3, 2022, 4:21 م 2424 مشاهدات 0
كتب رجا القحطاني
هي قصة حقيقية جرت على ألسنة الناس عبر مسافات الزمن،تحمل في طياتها معاني اﻻيثار والمروءة ومساعدة الرفيق في السفر.
بطل القصة محمد بن منصور بن ريس، إذ انضم إلى قافلة حجاج من أهالى بلدة الرس وفي أثناء عودة القافلة بعد تأدية مناسك الحج تعرض أحد أفرادها إلى مرض الجدري "وهو مرض يصعب الشفاء منه" ومن شدة مرضه لم يستطع الركوب ثابتا على الراحلة فوقع القوم في حيرة من أمرهم ،بعضهم قال :ينبغى أن نحمله على ظهر الراحلة مستخدمين الحبال كي ﻻ يقع..
قال أخر :سوف يؤلمه الربط لشدة إعيائه ولامفر من أن نتركه ونزوده ببعض الطعام ونستكمل المسير فهو مجدور ونحن معذورون فيه. إﻻ أن محمد بن ريس رفض ذلك قائلاً :بإمكانكم أن تسيروا ، وأنا سوف أبقي مع المريض المسكين حتى يشفى بأمر الله أو يتوفى فأقوم بدفنه ، هنا يكون العذر ، ﻻ ينبغى أن نترك (خويّنا) حاولوا أن يثنوه عن عزمه خاصة أن الرجل موشك على الموت في تصورهم..لكن (ابن ريس) أبى اﻻ أن يلازم مكانه في تلك الصحراء الموحشة والمحفوفه بشتى المخاطر ..وقد أوصى القافلة بإيصال قصيدة إلى والدته والتي يدرك مدى اشتياقها إلى رؤيته من أجل تطمينها وتصبيرها. وبقي محمد بن ريس بجانب (خويّه)يقدم له كل مايستطيع من خدمة ورعاية دون تأفف أو ضجر ،ربما أمضى أياما أو أكثر ،ربما مرت به القوافل وزودته بما يحتاج وبحسب امكاناتها .وكانت المفاجأة..
تصوروا ضحَّى «بن ريس» بفرحة القدوم إلى أهله وباطمئنان قلوبهم ، ولم يخش انتقال عدوى المرض إليه من (خويه المجدور) ،ولم يجد الضجر إلى نفسه سبيلا ،ولم يحدث نفسه :كلهم تخلّوا عن هذا المريض فلِمَ أنا؟!
وكانت المفاجأة بعد أن وضع ثقته في ربه أن ذهب السقم عن جسد صاحبه وداخله الشفاء فعاد هو وصاحبه (المحظوظ) إلى بلدتهم.
ذلك موقف انساني يعكس المروءة بأعمق مشاهدها والشيمة بأنبل مقاصدها وتأبى قصة الشهامه اﻻ أن تستكمل فصولها اﻻنسانية المدهشة وتخلّد شعرا عبر قصيدة (ابن ريس) التي تدفعنا إلى التساؤل : كم لدينا محمد بن ريس في هذا الزمن؟:
خوينا مانصلبه بالمصاليب
ولا يشتكي منا دروب العزاري
لزمن تجيك أمه بكبده لواهيب
تبكي ومن كثر البكا ماتداري
تنشدك باللي يعلم السر والغيب
وين ابني اللي لك خويٍّ مباري
ها ، قل: قعد في عاليات المراقيب
في قنةٍ ماحوله الا الحباري
يتنا خويه لين يبدي به الطيب
والا يجيه من الصواديف جاري
ان كان ماقمنا بحق المواجيب
تحرم علينا لابسات الخزاري
تعليقات