زايد الزيد يشن هجوما كاسحا على من يصفهم بـ' كُتاب الفساد المرتزقة' الذين يدافعون عن الحكومة ويهاجمون النواب والكتاب الشرفاء، لكشفهم فساد مشاريعها البليونية

زاوية الكتاب

كتب 3878 مشاهدات 0


 

الخلاصة
.. وللفساد كتَّابه أيضا !!
زايد الزيد 

 
ركز الزميل محمد عبدالقادر الجاسم في كتاباته الاخيرة على خطورة تحول الفساد من كونه حالات متناثرة هنا وهناك، إلى مؤسسات منظمة، تحمي أصحابها وأعوانها وأدواتها، ومن ضمن هذه الأدوات مؤسسات إعلامية وصحافيون وكتاب، والأمر المؤسف أن تلك الأدوات تقبض «المقسوم» من أساطين الفساد، من حساب المال العام، مالنا ومال أبنائنا!!

وكتب أيضا الزملاء محمد الوشيحي وسعد العجمي وداهم القحطاني مؤخرا، عن الظاهرة ذاتها، وتحديدا عن دور مجموعة من الكتاب تخصصت في ضرب من ينتقد مشاريع الفساد، سواء كانوا نوابا أو كتابا، ولاحظ الزملاء الوشيحي والعجمي والقحطاني - بجدارة - أن هؤلاء الكتاب/ الأدوات، اشتركوا في مقولة مركزية واحدة، تتفرع منها اتهامات، يوجهونها لخصوم من يرعاهم (ولا أقول لخصومهم لأنهم مستخدمون)، هذه المقولة هي أن كل من ينتقد المشاريع البليونية المشبوهة هو معطل للتنمية، ولايملك سوى الصوت العالي، والغريب أن هؤلاء الكتاب/ الأدوات استمروا في إطلاق الاتهامات ذاتها، على الرغم من أن الزمن القصير جدا، كشف أن ماكان يحيط بالصفقات والمشاريع المليونية من شبهات، كانت في محلها تماما، فما لبثت الشبهات أن تحولت سريعا، إلى أدلة دامغة، وحجج رصينة مدعمة بالوثائق تثبت الفساد بشكل لايقبل اللبس، ماجعل الحكومات الاخيرة المتعاقبة في مواقف صعبة لم تمكنها من الدفاع عن تلك المشاريع الفاسدة لقوة حجج من تصدى لها!!

وأوضح مثال على توظيف أساطين الفساد لهؤلاء الكتاب/ الأدوات، هو توجيههم نحو الكتابة لضرب النواب الشرفاء كنواب كتلة العمل الشعبي والنائب فيصل المسلم على وجه التحديد، لقد ترك هؤلاء «المُستخدمون» مشاكل الكويت كلها، وتفرغوا لانتقاد من كان لهم الفضل في فتح الملفات الصعبة والشائكة، من كان لهم الفضل في حماية أموالنا مااستطاعوا إلى ذلك سبيلا!! لم ينتقدوا من تسبب في توريط الحكومة في تلك المشاريع إن لم تكن هي المتسببة في ذلك! ولم ينتقدوا الحكومة في التخبط الكبير الذي أنتج مشاريع وقرارات يتم التراجع عنها بسرعة البرق إن كانت تخدم التنمية كما يقولون! إذن، فلنسألهم: كيف تثقون بحكومة لاتستطيع أن تدافع عن مشاريعها وقراراتها ان كانت تصب بالمصلحة العامة كما تدعون؟ لماذا لم نسمع صوتكم أيها «المُستخدمون»؟؟

يالها من خطة بائسة ومكشوفة، إن هؤلاء الكتاب/ الأدوات ينفذون خطة يعتقد من وضعها لهم أنه في غاية الذكاء، فحواها : لاندافع عن مشاريع فاسدة بعد أن تم كشفها واسقاطها، بل نذهب إلى من ساهموا بكشفها واسقاطها، ونركز الهجوم عليهم في كل تصريح أو موقف، وبين تلك التصريحات والمواقف المرصودة والموضوعة تحت المجهر للنواب والكتاب الشرفاء، لابأس من دس الاشاعات والتلفيقات حول الأخيرين، وأهم مايحرص عليه الكتاب/ الأدوات هو تضمين تلك الإشاعات قضايا التشكيك بالذمة المالية!! المشكلة أن هؤلاء «المستخدمون» يلغون عقولهم تماما حينما ينفذون مثل هذه الخطة الغبية، فهم لم يتساءلوا: لماذا لايظهر «من» يحركهم الأدلة على فساد ذمم النواب والكتاب المستهدفين في هذه الحملة؟ إن «المحرك» يملك الأجهزة والمعلومات كافة، ولايوجد في الكويت سر!! وإذا أحسنّا الظن بهؤلاء الكتاب «المستخدمين» نقول أنهم ألغوا التفكير من عقولهم في هذه المسألة التي شرحناها! وإذا أسأنا الظن فيهم، فإنه من السهل أن نستنتج أنهم يعلمون بأبعاد تلك الخطة المرسومة، وأنهم ينفذونها ب «أجور عالية جدا»!!

لذا، فإني أستشعر خطر حملات الفاسدين على الرغم من غباء المخططين والمنفذين، والخطر برأيي لايكمن في تشويه صورة نوابنا وكتابنا الشرفاء، فالشمس «لاتغطى بمنخل» كما نقول بالأمثال الشعبية، والدليل على ذلك أن النواب والكتاب المستهدفين تزيد شعبيتهم بين الناس، ولننظر إلى الأرقام التي يحصدها نوابنا الأفاضل في الانتخابات، ولننظر أيضا إلى تصاعد شعبية كتابنا المستهدفين، بينما «المستخدمون» يحاصرون بالشكوك والشبهات أينما ذهبوا، أو تحدثوا، أو كتبوا، على الرغم من كل امكانات البروز الاعلامي المهيأة لهم !! إنما الخطورة التي استشعرها من هذا الوضع هو اشاعة أجواء الفساد والسفالة في البلد من خلال مستخدمين مرتزقة!!

من هنا، فإني أشعر بأهمية مايقوم به الزميل محمد عبد القادر الجاسم في حملته ضد الفساد التي سيدشنها في شهر رمضان الكريم، وأدعو كل من لديه القدرة على الإضافة لهذه الحملة الرائدة المشاركة فيها، لأنني شخصيا أتوقع أنها ستثمر خيرا للبلد، وستكشف بإذن الله كل «أهل الفساد» بكافة مستوياتهم وأدوارهم..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك