د.مبارك العبدالهادي: عيدك يا وطن

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 610 مشاهدات 0


يتوافق احتفال البلاد بأعيادها الوطنية مع عودة الحياة الطبيعية في جميع المرافق، لتكون مواجهة الوباء أمرا محتوما وواقعيا، ويكون التعايش معه مسألة لا خلاف عليها، وتتزامن مع هذه الاحتفالات عطلة طويلة لهذا الوطن الجميل الذي يرتدي حلته لينير العالم بها، والذي يحق له أن يفرح ويهنأ بالسعادة بعد صراع ماراثوني مع العديد من المشكلات التي لا تزال آثارها حاضرة وعدواها منتشرة.

فإننا كشعب معطاء وبلد كريم نستحق أن تمضي أيامنا براحة البال دون أي تعكير ممن يحسدوننا على ابتسامتنا أو فرحتنا عبر تأويلاتهم المملة وتكهناتهم التي لا تنتهي، وتبريراتهم لأي حدث دون أي واقعية، لكن ذلك لن يتحقق إلا بتفويت الفرصة على هؤلاء، لا سيما شلة التنظير من خلال معالجة المثالب التي يعانيها بعض المرضى الذين اعتادوا على الفجور في الخصومة.

بالإضافة إلى ذلك يجب إعادة صياغة بعض العقليات وخصوعها لفحص مبكر قبل مشاركة أصحابها في العمل السياسي للتأكد من صحة قدرتهم على اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تصب في المصلحة العامة بدلا من خلق الفوضى التي تلد غيرها، لمجرد استعراض عضلاتهم ونشر أمراضهم المستعصية وتخلفهم ورجعيتهم.

الأمر الآخر هو إخضاع بعض ممثلي السلطتين التشريعية والتنفيذية لدورات خاصة عن الديموقراطية وتعريفهم بمفهومها الحقيقي وكيفية تحويلها إلى واقع لا كلمات يتغنون بها دون أن يدركوا ماهيتها، فهناك من يعتقد أن الصراخ والشتم والقذف وغيرها من الأساليب المرفوضة هي جزء من العمل الديموقراطي، وهناك من يعتقد أن حصانته تسمح له بممارسة أي تصرف دون حسيب أو رقيب، وهناك وزراء يظنون أن الجهات التي تخضع لهم هي جزء من ممتلكاتهم الخاصة طالما استشعروا الأمان بالحصول على أغلبية نيابية تحمي كراسيهم.

العديد من أبناء الكويت أصيبوا بالملل والكآبة من الأحداث التي تنفجر بين فترة وأخرى، ويكون سببها صراعا نيابيا-نيابيا أو حكوميا-نيابيا وغيرها من المسلسلات التي اعتدنا عليها، خصوصاً مع استمرار عملية كشف الأقنعة وسقوطها، فمن كان أسداً أصبح قطة.

آخر السطر: الاعتراف بالمرض هو بداية العلاج.

تعليقات

اكتب تعليقك