رجا القحطاني : أحدوثة البحر
فن وثقافة#شعر
رجا القحطاني فبراير 24, 2022, 2:40 م 337 مشاهدات 0
كتب: رجا القحطاني
اخضع لها تخضرّ روحك سدرةً
أبديةً تخضعْ لك ا لأشياءُ
كنْ نبض هاجسها منارة زهوها
كن خطوها تنقلْه حيث تشاءُ
كن فوق كونك أهدِ عمرك رافداً
في عمرها إن أمكن الإهداءُ
أنهار برّك في ملامح فضلها
عطشٌ تصحرُ وجهِه استجداءُ
لغة التسامي تضحيات أمومةٍ
موت الوجود بسرّها إحياءُ
لا ينتهي اسم الأم نوراً مفرداً
وهي ابتهالات الرضا حوّاءُ
الأرض أم العالمين جميلها
وجميل سائغة الحليب سواءُ
ترعاهمو ما استجمعوها كائناً
كا الجذر يُعلي النبت وهو خفاءُ
لي أن أفاخر بالكويت مآثراً
من مسك رفعتها يفوح ثناءُ
سطعت بمحتدها الكبير كما سمتْ
وهجاً بملمحها الصغير ذُكاءُ
أنا صيحةٌ من عمق قصتها وعتْ
أزلية الدنيا أنا الأصداءُ
تنثال روحي في مجرة عشقها
سفراً تضم يمامتيهِ سماءُ
أبناؤها ابتكروا الرؤى أحدوثة الـ
بحرِ المعاند بورك الأبناءُ
عزماتهم لهب الكفاح صفاتهم
نهر التسامح ها هم النبلاءُ
يفدون أمتهم دماً متدثراً
ضوءاً من الأنصار حيث أضاؤوا
أرواحهم تقتاتُ عزة «دارهم»
لترى الحياةُ بأنهم أحياءُ
كشفوا متاهات البحار تحديًّا
شدّت حبال مضائه الصحراءُ
تخذوا السفينة مهرةً تجتاز مت
نَ الريح لو لم يستعدها الماءُ
فكأنها من ألفةٍ تجري بهم
عمداً وهل لسفينةٍ أهواءُ!
الرزق والحدث المباغت والمدى
والغدر نابضةٌ بها الدأماءُ
للبحر مأدبةٌ تطيب - وغارةٌ
تجتاح - فهْو الصحب والأعداءُ
فوضاه عاصفة الجنون - سكونه
طين الغموض - وعوده الإرجاءِ
تتوغل «اليامال» صوتاً هادراً
يا بحر نحن حياتنا الأعباءُ
ويجازف الغواص عيناً لمْحُها
كشف المخبأ والظلام غشاءُ
ويداً تجس الغامضات كأنها
جس القواقع لمسها إيحاءُ
و«مغاصةً» في العمق يُعجل لبثُها
رئتين قد يغريهما الإبطاءُ
يهوى دمي ملح الحكاية من أبي
وأبي سراجُ الرحلةِ الوضاءُ
قدريّةٌ تذر «السيوب» أناملاً
تصغي... ومن هز الحبالِ نداءُ
يهوون في المجهول صحوةُ ريبهِ
أصلٌ - وغفوةُ ريبه استثناءُ
بين المهمة والمهمة وقفةٌ
هي قدْرُ ما التقط: انزلوا - إصغاءُ
تردُ الشراع طقوس ُ أيدٍ لا تهي
تعباً - ومن نفث الصدور ِغناءُ
رغبوا القفول نهايةً لحظاتها
فرحٌ وقد يلج القفول شقاءُ
في اليم يُلقون الشقاء - أمامهم
أطيافُ لقيا الحائرين عزاءُ
تدنو المراكب بين رهبة صمتها
وعناءِ رحلتها نمَتْ خيلاءُ
تسّاقط البشرى رذاذ غمامة
وعلى الثرى تتعطل الرمضاءُ
تتعانق الكلمات نزف شفاههم:
ها هم حنين قلوبنا قد جاؤوا
البحر يومئ نحوهم فرحاً بهم
أمواجه الفضية الإيماءُ
لبست رمال الشوق واحةَ بهجةٍ
يأوون من أفيائها ما شاؤوا
عرسٌ يعمق في الشواطئ سحرها
حلّاه من فيض السرور بكاءُ
أجدادنا فينا استدامة مبدأ
أن التعاضد للرقيِّ وعاءُ
وجه الكويت بمجد ماضي أهلها
وطموح حاضر أهلها لألاءُ
تعليقات