وليد عبدالله الغانم: كويتيون يجهلون تاريخ وطنهم
زاوية الكتابكتب وليد الغانم فبراير 23, 2022, 10:22 م 750 مشاهدات 0
تاريخ الغزو مهيب يجب أن يدرس، وعودة الكويت لأهلها نعمة عظيمة يجب أن تذكر، وتلك الأيام باقية في قلوبنا وعقولنا ولا يجوز إغفالها أو تجاهلها، وإذا لم نحافظ على هذا التاريخ لأجيالنا اللاحقة ولم نورث هذه الأعمال الجليلة لأبنائنا، فماذا عسانا نحدثهم عن تاريخ الكويت؟ فهل بعد قصص الغزو والصمود والأسر والاستشهاد والتحرير قصص؟
هذه الذكرى الحادية والثلاثون لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغادر، تحل علينا في أيامنا الوطنية العزيزة، لن تجد أحداً من أهل الكويت ممن عايش تلك الكارثة ينسى أيامها وأحداثها صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً كان أم امرأة، صامداً تحت براثن الاحتلال أم مغموماً خارج الوطن، لكن المؤلم حقاً أن كثيراً من الجيل اللاحق للتحرير لا يعرفون من الغزو سوى اسمه، ويجهلون الكثير عن تلك الأزمة العاصفة التي نزلت بالأمة فزلزلت أركانها وهزت كيانها.
لدينا تاريخ وطني عظيم في أيام الغزو العراقي حتى التحرير، عظمة تتمثل في فدائية المواجهة الارتجالية للقوات الكويتية في اليوم الأول، والتي لم تستسلم رغم الغدر وعدم الاستعداد وفقدان القرار، عظمة سلاح الجو الكويتي الذي أسقط عشرات الطائرات العراقية ومنعها من التحليق في الأجواء الكويتية حتى نفدت ذخيرة المدافعين الأبطال، وعظمة مئات الأسرى الأفراد والضباط الكويتيين الذين قبعوا بإيمان وثبات في زنازين المعتقلات العراقية طوال مدة الغزو حتى التحرير دون أن يخونوا وطنهم أو يتنازلوا لعدوهم، وعظمة الصامدين الذين قاوموا القوات الغازية بلا هوادة في الطرق والتجمعات والثكنات فأشغلوهم ليل نهار، وعظمة الرجال المخلصين الذين أداروا البلد بكفاءة واحترافية، وقادوا العصيان المدني ضد سلطة الاحتلال ثم أعادوا تشغيل كل المؤسسات الحيوية لإدامة بقاء الصامدين في وطنهم كمحطات الماء والكهرباء والوقود والمستشفيات والمطاحن والجمعيات التعاونية في ملحمة إنسانية ملهمة للمجتمعات ومخلدة بإذن الله في التاريخ الحديث.
جهود الحكومة الدؤوبة في الخارج والبعثات الدبلوماسية الحيوية والنشاط الشعبي العارم بكل موقع ومحفل بالوفود المختلفة والبرامج الإعلامية والاجتماعية وأبرزها المؤتمر الشعبي في جدة الذي رسم أجمل صور التلاحم والحفاظ على الوطن الغالي ونظامه.
العظمة الكبرى التي تجلت في تضحيات الشهداء بإذن الله من الرجال والنساء وشباب الوطن وبناته ممن قدموا أرواحهم دفاعاً عن الحق ورفضاً للظلم وحماية لأهلهم، فتحملوا أشد أنواع التعذيب وأبشع الممارسات المجرمة حتى فاضت أرواحهم تشكو ظالميهم لرب العالمين.
نكرر ما نقوله دائماً بأن هذا تاريخ مهيب يجب أن يدرس، وعودة الكويت لأهلها نعمة عظيمة يجب أن تذكر، وتلك الأيام باقية في قلوبنا وعقولنا ولا يجوز إغفالها أو تجاهلها، وإذا لم نحافظ على هذا التاريخ لأجيالنا اللاحقة ولم نورث هذه الأعمال الجليلة لأبنائنا، فماذا عسانا نحدثهم عن تاريخ الكويت؟ فهل بعد قصص الغزو والصمود والأسر والاستشهاد والتحرير قصص؟
رحم الله شهداءنا الأبرار، والحمد لله على نعمة التحرير.
تعليقات