مبارك فهد الدويلة: حتى لا تضيع

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 446 مشاهدات 0


عندما قدّم وزيرا الدفاع والداخلية استقالتيهما من منصبيهما بشكل مفاجئ، ظننا أن هناك أمراً يدبر بليل، لأنه لا يمكن لمن هو في وضع وزير الداخلية بالذات أن يتقدّم باستقالته من دون ترتيب مسبق.. لكن ردة الفعل السريعة وقبول الاستقالتين زادت من احتمالية البراءة والعفوية في هذا الإجراء المتسرّع.

عموماً الآن كل الاحتمالات مفتوحة، فهاتان الاستقالتان لهما انعكاس سلبي على وضع رئيس الحكومة، خاصة بعد ما أشيع من أنهما حمّلاه مسؤولية عدم حماية أبناء الأسرة، وهذا يعني أن الخلافات بدأت تظهر إلى السطح، وهو ما لا يتمناه أي محب لهذه الأسرة الكريمة، لكنه بلا شك يؤثر على صراع رئيس الحكومة مع جانب من المعارضة المتربصة له في مجلس الأمة.

*** 

اليوم البلد محتاج إلى الخروج من المشاكل والأزمات الداخلية، والتي أثرت على مشاريع التنمية وعرقلت تنفيذ برامجها، بعد أن عجز مجلس الأمة عن القيام بدوره في دعمها ومتابعة الحكومة لتنفيذها.

اليوم كي لا يضيع البلد من أيدينا ونحن ننظر إليه ونعيش على ترابه نحتاج إلى تكريس مبادئ محددة لا نحيد عنها، حتى نصلح هذا الحال المتهالك، والذي تعب من التجاذبات السياسية والنفعية، ولم يكن الضحية إلا الوطن والمواطن.

* لابد من تثبيت مبدأ احترام الدستور، وقبول المسار الديموقراطي، وتقبل نتائجه مهما كانت رمادية.

* لابد من حسن اختيار الوزراء والوكلاء ومساعديهم من قيادات مؤسسات الدولة، وأول صفة للوزير بعد النزاهة والكفاءة أن يتقبل رقابة مجلس الأمة على أدائه وفقاً للدستور، ويتحمّل نتائج هذه الرقابة بصدر رحب، وأما موضوع تعطيل تسكين نصف الوكلاء المنتهية مراسيمهم فهذا دليل على حالة التخبّط والتيه في القرار الحكومي.

* الانتقائية والاستقصاد في ممارسة الدور الرقابي للنواب أمر مرفوض ويجب منعه، فالنائب يمثّل الأمة ولا يمثل شقة هنا وجاخوراً هناك.. وإذا أراد أن يراقب فلا يعرقل ويعطل البلد لأهداف شخصية أو غيرها.

* مفهومنا للحريات العامة يجب ألا يتم تشويهه، فالكويت بلد إسلامي وفقاً للدستور والقانون والتاريخ، ومحاولة تهميش هذا المفهوم بحجة الحرية أمر غير مقبول، كما أن حصر الحرية بالسماح للمثليين يمارسون شذوذهم، أو للنساء يمارسن اليوغا باللباس الفاضح في الأماكن العامة، وإهمال المعنى الحقيقي للحريات، والسكوت عن قمع حرية الكلمة الذي يمارسه البعض بشكل رسمي وغير رسمي، كل هذا يساهم في تشتيت الكلمة وإضعاف اللحمة الوطنية بين الكويتيين.

تمييع الدين 

لوحظ في الأونة الأخيرة محاولات رسمية لتمييع الدين بحجة إظهار الإسلام كدين تسامح ومحبة، ولقد أجمع المسلمون على أن من شهد وحضر أهل الشرك حال شركهم ودعائهم أصنامهم فهو مشرك مثلهم، قال تعالى: «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ » (النساء: 140).

تعليقات

اكتب تعليقك