‫بوتين: أوكرانيا‬⁩ أرض روسية قديمة وجزء لا يتجزأ من تاريخنا وروسيا الشيوعية هي من أسس أوكرانيا الحديثة‬

عربي و دولي

الآن - وكالات 264 مشاهدات 0


مهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطريق لغزو أوكرانيا، اليوم، بعد إعلانه رسمياً الاعتراف باستقلال منطقتي لوغانسك و دونيتسك شرقي أوكرانيا، للسماح له بإرسال قوات للدفاع عنهما.

وفي خطاب متلفز موجه للشعب الروسي، قال بوتين إنه حان الوقت للاعتراف بلوغانسك ودونيتسك، مشدداً على أنه سيتخذ قرارات تقلب الطاولة على أوكرانيا.

ووجه تهديداً إلى السطات الأوكرانية، قائلاً: «على من يستلم السلطة في كييف وقف العمليات العسكرية. وإذا تم خرق الاتفاقات وسال الدم فسيكون ذلك على ذمة كييف».

وذكر أن الغرب سيفرض عقوبات على روسيا حتى دون أوكرانيا، وأن روسيا تمتلك الحق بشكل كامل لحماية أمنها القومي، مضيفاً أن السلطات الأوكرانية لا تريد الالتزام باتفاقيات مينسك.

وقال الكرملين إن بوتين أبلغ كلّاً من المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار، وأن الأخيرين أعربا عن «خيبة أملهما» إزاءه.

ويوجِّه القرار الجديد ضربةً قاضيةً لاتفاق مينسك الثاني، ويمهِّد الطريق أمام موسكو لإرسال قوات عسكرية إلى كلتا المنطقتَين، بذريعة أنها تتدخل كحليفٍ لحمايتهما، ما يزيد المخاوف بشأن الغزو الشامل لأوكرانيا.

أرض روسية

وقال بوتين في خطابٍ مطول إن «أوكرانيا بالنسبة لنا ليست دولة جوار فحسب، بل لدينا ثقافة مشتركة ودين مشترك وأقرباء لنا هناك شرقي أوكرانيا«، مضيفاً أن»شرق أوكرانيا أرض روسية قديمة، هي جزء لا يتجزأ من تاريخنا«.

وتابع أن أوكرانيا المعاصرة تم إنشاؤها على حساب الأراضي الروسية تاريخياً وشُكلت من قبل روسيا بعد ثورة 1917.

وأضاف الرئيس الروسي:«فلاديمير لينين هو الذي خلق دولة أوكرانيا التي نراها حاليا، والبولشفيون قدموا تنازلات كثيرة للقوميين المتعصبين. البولشفيون دمجوا دونباس بأوكرانيا بالقوة، وخروتشيف أعطى شبه جزيرة القرم لأوكرانيا لسبب ما. الأراضي الأوكرانية كانت هدية من البلشفيك».

مرحلة حرجة

وأكمل بوتين: «الأوضاع في إقليم دونباس وصلت إلى مرحلة حرجة وحادة.. منطقة دونباس سُحبت من سيادة روسيا ونُقلت إلى السيادة الأوكرانية»، لافتاً إلى أنه «إذا كانت أوكرانيا التي أسّسها البولشفيون تريد التخلص من الإرث الشيوعي فروسيا موافقة على ذلك».

وقال بوتين إن»منح دول الاتحاد السوفيتي حق الخروج من الاتحاد كان خطأ كبيراً«، معتبراً أن»انهيار الاتحاد السوفيتي سببه الضعف الذي كان يعتري قيادة الحزب الشيوعي«، وأنه»رغم المخادعة ونهب روسيا اعترف شعبنا بكل الدول بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وتحمّلت روسيا ديون الجمهوريات السوفيتية السابقة، ومن بينها أوكرانيا«.

ولفت إلى أن»المساعدات التي قدمتها روسيا لأوكرانيا منذ عام 1991 حتى 2013 بلغت 250 مليار دولار بين 1991 و2013، والقوميون الأوكرانيون، بدعم من الغرب، استفادوا من تآكل مؤسسات الدولة بسبب الفساد في 2014«.

سرقة وابتزاز

وذكر الرئيس الروسي في خطابه المطول للشعب أن»أوكرانيا كانت دائماً تستفيد من التعاون مع روسيا، ولم تف بأي التزامات من جانبها. كانت في الماضي تسرق الغاز الروسي، واستخدمت ورقة الطاقة لابتزاز روسيا، وأصبحت موطناً لتقاسم السلطة والفساد من قبل قادتها«.

واتهم بوتين قادة أوكرانيا بأنهم»لم يستطيعوا إقامة دولة حقيقية مستقرة، ما أدى لاعتمادهم على الدول الأجنبية مثل الولايات المتحدة«، مضيفاً أن»الراديكاليين حاولوا القضاء على كل من يقف في وجههم مثلما حدث في أوديسا«.

واتهم بوتين الغرب بأنه سيطر على مقدرات أوكرانيا، قائلاً إن»البنى التحتية فيها منذ حقبة الاتحاد السوفيتي دمرت، والسيادة الأوكرانية بدأت تتآكل، بسبب سرقات النخب، الذين يقومون بتهريب أموالهم إلى أوروبا، والمواطنون الأوكرانيون يعانون من أوضاع اقتصادية معقدة«، مضيفاً أن الدول الأوروبية تعتبر أوكرانيا»دمية«تتلاعب بها، وأميركا تنفق مليون دولار يومياً لدعم الانقلابات في كييف. 

موجة إرهاب

وأردف بوتين:»القوميون الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا نظموا موجة من الإرهاب والاغتيالات ولم يُعاقبوا. سنحاسب المسؤولين عن المأساة في أوديسا عام 2014 (الحوادث التي وقعت في الثاني من مايو 2014 وقتل فيها 48 شخصاً، معظمهم من الموالين لروسيا، لقوا مصرعهم في حريق بعد مواجهات مع أنصار حكومة كييف).

وأشار إلى أنه «إذا تمكنت أوكرانيا من إنتاج أسلحة دمار شامل فإن الوضع العالمي سيتغير جذرياً، ولا يمكننا تجاهل ذلك، وسيكون له تأثير كبير على أوروبا كلها»، مبيناً أن "الولايات المتحدة وحلف ناتو يقومان باستغلال الأراضي الأوكرانية كساحة للعمليات العسكرية. الأجواء الأوكرانية تستخدم لخدمة طائرات الاستطلاع التابعة لناتو التي تستهدف القوات الروسية.

رد غربي

وفي أول ردٍّ على الخطوة، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 5 روسيين، بينهم نوابٌ برلمانيون، لدورهم في «تقويض وحدة أراضي أوكرانيا».

وعقد ماكرون اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، كما عقد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، الذي منح تفويضاً بفرض الأحكام العرفية في البلاد.

وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني: «على جميع مواطني أوكرانيا الاستعداد للمقاومة الوطنية».

وذكرت شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن ناقشت مع الحكومة الأوكرانية خططاً لمغادرة زيلينسكي كييف، في حال حدوث غزو روسي.

تعليقات

اكتب تعليقك