د.موضي الحمود: حل أو استقالة.. ونساء الكويت!

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 354 مشاهدات 0


في الوقت الذي تدق فيه أخبار الحرب أبواب العالم وتتصاعد معها وتيرة التوتر بين الدول العظمى بتنازعها على الساحة الأوكرانية.. ندور نحن في ساحتنا المحلية في حروب سياسية تتجدد مع كل استجواب نيابي. 

انتهى كل من استجوابي وزير الدفاع ووزير الخارجية بتجديد الثقة في كليهما، وإن كانت بأغلبية ضئيلة.. ولكن لم تنته سلسلة الاستجوابات «المزمع» تقديمها لوزراء آخرين.. فالرسالة السياسية للمعارضين واضحة والغاية جلية، وهي الدفع بحل المجلس.. والثمن هو وقوف البلد على صفيح ساخن، مع تصاعد زفرات حارة من قلوب المواطنين مرددين «غميضة على ديموقراطيتنا» التي ساهم ويساهم الطرفان، الحكومة والمجلس، في تقويض أركانها.

يعلم الأخوة الأفاضل المعارضون بأن الحل هو بيد أمير البلاد وحده.. ولكن السؤال: لماذا لا تبادر الكتلة المعارضة، والتي بلغت في حدها الأدنى 18 نائباً، بالاستقالة الجماعية من المجلس لتسجيل موقف مبدئي ضد ما يرفضونه من انتهاك للدستور وفق قناعاتهم؟ وقفة سيذكرها التاريخ وسيتردد صداها وسيكون لها أبلغ الأثر في إعادة ترتيب أركان الديموقراطية المتصدعة! آخذين بمقولة جلال الدين الرومي - بتصرف: ارتقِ بمستوى فعلك لا بمستوى صوتك.. فالمطر يُنمي الأزهار وليس الرعد!

#نساء_الكويت 

لا تنتظر المرأة الكويتية أن يتفضل عليها أحد ليؤكد دورها الوطني في بناء وطنها على مر الزمان وتعاقب العقود والأجيال.. فوقائع دورها التاريخي أيام شظف العيش، ثم تضحياتها المشهودة أيام الغزو الغاشم، واستمرار مساهماتها البناءة في نهضة وطنها في كل الأوقات هي خير شاهد لها، ولا يخاف من مزاحمتها لشقيقها الرجل إلا الضعفاء. 

هي لا تحتاج إلى شهادة من يُقزّم دورها ومن يستكثر عليها مطالبتها بحقوقها، وهي كذلك لا تعبأ بمن يستهزئ بمعتقداتها، سواء الليبرالية أو الإسلامية.. فنحن في مجتمع حر! ولهؤلاء نقول إن المطالبة بإتمام الحقوق لا تأتي من «أغلبية تابعة»، بل قد تحققها «أقلية» تملك الحجة وتستند على دستور الدولة الذي يكفل لها ذلك.. وللتذكير فقط.. أين تلك الأغلبية التي أنكرت الحقوق السياسية للمرأة؟ هل نجحت في وقف هذا الحق؟! لنتعلم أن نختلف ولكن باحترام.. وهذه هي الديموقراطية وقبلها هي أخلاق الإسلام.

تهنئة 

كل عام وكويتنا الغالية شعباً وقيادةً بخيرٍ وعزةٍ وكرامةٍ.. ولنحتفل جميعاً بأعياد الوطن ولنرفع راياته خفاقةً بشموخٍ وعزةٍ. 

ولقائي معكم يتجدد بعد إجازة أعيادنا الوطنية إن شاء الله.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك