علي غلوم- طلال السعيد تسنده دول تحركه بأصابعها، وإلا لما قال شعره
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2007, 7:01 ص 660 مشاهدات 0
ما أكثر الأخطار!
لو صح لنا القول ان المجتمعات التي لم تترسخ فيها الشرعية الدستورية وحكم المؤسسات
لا الأفراد، والمجتمع المدني بكل منظماته وهيئاته، فان ذلك يعد من أهم العوامل التي
تشكل الأرضية والقابلية لنشوب الحرب الأهلية بين الأطراف المتصارعة، ومهما كانت
مسمياتها وراياتها.
غير ان ثمة أسباباً أخرى تكون وراء اشتعال الحروب الأهلية كتعدد الولاءات
والانتماءات لحكومات ودول ومنظمات تعمل خارج نطاق الاقليم - الدولة - وهناك أمثلة
كثيرة لا داعي للتطرق اليها لانها واضحة ويتناقلها الكثير من وسائل الإعلام، وكيف
عاشت تلك الدول في ظل الحروب الاهلية في ويلات هذه الحرب الضروس والأسباب كما
ذكرناها، غير انه ومن المهم الاشارة الى ان بعض أنماط الحروب الاهلية تكون بسبب
احتكار مجموعة أو حزب أو غير ذلك للسلطة.
ان الدور الأكبر في بروز الحروب الاهلية في البلدان والمجتمعات هو بسبب غياب
المشروعية والدستورية، وربما هذا السبب هو الأصل لكل الحروب الأهلية الناشئة، ومع
اختلاف أشكالها ومضامينها، ان غياب المشروعية الدستورية وعدم تكريس مبادئ الحريات
كحرية التفكير والتعبير وحرية العقيدة، والتسامح والتعددية ومبادئ سيادة القانون،
وفصل السلطات، أي اجتماع السلطات في يد واحد أو مجموعة صغيرة، يبعث على الفساد
والطغيان.
ومما لا شك فيه ان ذلك كله وغيره من الأسباب هو ما يحول دون تفجر الحروب الأهلية
وتداول السلطة عبر الاقتراع واحترام رأي الغالبية والتعويل عليه مع احترام رأي
الأقلية الى غير ذلك من المعاني المتصلة بالنظام الديموقراطي، ومهما يكن فهذه
المفاهيم والقيم لا تأتي قفزة واحدة ولا بضربة لازب، فالمجتمعات الاوروبية
والاميركية بلغت الذروة في الديموقراطية والتعددية، قد عانت من أهوال وفجائع
ومرارات اثر الحروب الأهلية المتكررة الى ان وصلت اليها، علينا ان نطوي هذه المراحل
ونستفيد من دروس وتجارب الأمم التي سبقتنا بنهضتنا، بيد انه ينبغي ان نلمح الى أن
بعض التغيير والاصلاح لا يتحقق ولا يصل الى غايته الا بنضال جميع الفئات والأحزاب
والقوى الاجتماعية والنقابات، هذا الى ان اي اصلاح لا يكون الا بحركة القواعد
الشعبية وتصاعد هذه الحركة لتضغط على من هم في سدة الحكم لقسرهم على اتخاذ القرار
الذي نتطلع اليه، فالاصلاح هو حركة تتجه ابدا من القاعدة الى القمة. هذه الكلمات
كانت تدور في مخيلتي بعد ان استمعت الى شعر النائب السابق طلال السعيد، وانا بين
الطبيعة الخلابة والجو الجميل مع الأخ العزيز سمير الناصر في ليلة باردة، واذا
بالكلام الذي يقوله طلال السعيد لسان حال كل كويتي يريد ان يقوله بسبب ما يراه من
ترد في الوضع السياسي في كل المجالات.
ولكن ما اريد ان أقوله هو من وراء طلال السعيد يتلفظ بكلمات لا يستطيع ان يقولها
شخص عادي، لنرجع قليلا الى الوراء ولنتذكر النائب سعدون العتيبي، وهو يريد ان
يستجوب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وغيره، واستجواب جمعان الحربش الى الشيخ
احمد العبدالله، وهناك الكثير من الامور باعتقادي وراءهم. فمن خلال شعر طلال السعيد
تجده لا يخشى السجن، لانه يعرف من يكون سنده. ويجب على الدولة التنبه وعلى العقلاء
والحكماء ان يلتفتوا قليلا الى مصير هذا البلد الطيب فبعض الدول لا تعجبها
ديموقراطية الكويت، فتبدأ بتحريك أصابعها، اما المشكلة الأخرى ان لدينا نوابا لا هم
لهم الا المناقصات والهرولة الدائمة للثراء السريع، ونحن لا نلومهم لان خزينة
الدولة مملوءة، فلا مشاريع ولا خطط. فالجميع يريدون من هذه الأموال، ونواب المجلس
يريدون حصصهم، والشعب مسكين مغلوب على أمره ينتظر الحسنة والشفقة، من هنا لا بد من
الاصلاح وكيف ذلك؟
الراي
تعليقات