د.تركي العازمي: بين «الهبنّقة» و«الشرنقة»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 400 مشاهدات 0


علّق أحد الأخوة المحترمين على مقال الشحومي و«الهبنّقة» بكلمة... شرنقة!

والشرنقة في اللغة لها معانٍ عدة منها «تشرنقت الدودة» - دودة القز- أي أحاطت نفسها بالشرنقة لتحمي نفسها أثناء تحوّلها إلى دودة كاملة.

ويُقال «تشرنق الشخص» أي انعزل وانطوى على نفسه ـ اتبع سياسة قائمة على التشرنق على الذات.

وبغض النظر عن الأشخاص، نبحث هنا في المعاني كوننا في الكويت نتصف بصحافة الرأي، وبالتالي نربط تحليلياً بينها وبين ما هو يفترض اتباعه.

الشاهد، إننا في المجتمع الكويتي أمام طرفين من المعادلة «طرف الهبنّقة» وهم كتلة من الأفراد «الحمقى» ممَنْ أحاطوا ذواتهم ونظمهم بالرويبضة ونتج لنا شرنقة التخلّف الإداري والاجتماعي والإعلامي والسياسي.

وطرف «أهل الشرف» الذين يملكون القدرة على إعادة بناء السياق الإداري والاجتماعي والسياسي والإعلامي، لكنهم مقيدون بشرنقة الإقصاء المتعمّد وفق مبدأ «فرّق تسُد»... فما هو الحل لإزاحة شرنقة التخلّف والتقليدية والأعراف البائدة المتبعة؟

البعض من أحبتنا عندما يتحدثون عن الإصلاح يذكروني بالشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون.

فنلاحظ قاعدة الناخبين التي «تصيح مطالبة بالإصلاح وحُسن الاختيار» أنه عندما تحين ساعة الاختيار لحظة الاقتراع يُعطي صوته لمَنْ قدّم له خدمة، أو أكرمه بزيارة، أو لأنه ينتمي له، ضارباً بعرض الحائط المعايير السليمة لحسن الاختيار.

أحطنا أنفسنا مؤسساتياً واجتماعياً بخيوط رفيعة أشبه بتلك التي تنسجها دودة القز حينما تتشرنق... لكن الفرق أن دودة القز تخرج كدودة كاملة ونحن نظل «متشرنقين» حول أنفسنا وقس عليها ما تراه وتتابعه من تراشق «تشرنق» بين الأطراف والمجاميع والكتل خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إن أصعب أمر يمر عليه الإنسان هو حالة «الشرنقة» حينما ينعزل وينطوي على ذاته.

يحاول البعض من «أهل الشرف» وبُعد النظر توجيه النصيحة لكن أصحاب النفوذ أشبه بـ«شرنقة» بإحكام لكل الطرق المؤدية للاستماع إلى النصائح... ولهم الغلبة مع الأسف الشديد.

أرجوكم... لا تضيعوا المعروف بين الناس واختاروا «الأخيار» من «أهل الشرف» المتسلحين بالعلم والمعرفة النافعين والخبرة والرشد وحُسن السيرة والسلوك.

الزبدة:

قد نختلف في ما بيننا حول بعض التفاصيل، لكن الجوهر واحد يهدف للإصلاح بشقيه الاجتماعي والمؤسسي وهو المراد بلوغه: فلماذا لا نخرج من شرنقة التعصّب للكتلة أو القبيلة أو الطائفة؟ لماذا لا يكون هدفنا وطني المسعى بغض النظر عن اسمك أو مَنْ تنتمي إليه؟

إننا نبحث عن إصلاح وطن، وهو بناء ثقافي للخروج من شرنقة التخلّف والتقليدية ولدينا مساحة كافية للعمل، لو أننا أحسنا النوايا وتحوّلت الأقوال إلى أفعال عبر وثيقة وطنية تضم النخبة من أهل الشرف... الله المستعان.

المصدر: الراي

تعليقات

اكتب تعليقك