مبارك الدويلة: ترتيب أجندة المعارضة بين مسلم وفيصل

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 432 مشاهدات 0


لو تكلّم داعية كويتي عن حجاب المرأة لقامت دنيا الليبراليين عندنا واتهموه بترك عظائم الأمور والانشغال بالتوافه مثل عورة المرأة.. واليوم يترك هؤلاء الليبراليون كل مشاكل الكويت والمنطقة وقضايا الفساد ويتفرغون للدفاع عن اليوغا.. واستنفروا صحفهم وأقلامهم ونفوذهم فزعةً لهذا النشاط الدخيل، الذي لم يعرفه الآباء ولا الأجداد. كل ذلك ردة فعل على تصريح لأحد نواب الأمة استنكر فيه ما يظنه منكراً، وكان يسع خصومه أن يعتبروا ذلك حرية رأي ويطوفوا الموضوع، لكنهم لا يفهمون الحرية إلا إذا كانت متوافقة مع مزاجهم ورغباتهم.. وبغباء مستحكم يدعون أن فعلهم هذا دفاع عن الحريات والترفيه، وينتقدون قرار وزارة الإعلام بإلغاء فعالية بهذا الخصوص، ونقول لهم وحجاب المرأة ورفضها مخالطة الرجال أليسا من الحريات التي لابد من احترامها؟ الأغرب أن قرار المنع جاء لعدم وجود ترخيص لهذه الفعالية، يعني عمل فوضوي ومخالف للقانون والقرارات المعمول بها في الدولة، ومع هذا تنبري للدفاع عن هذه المخالفة أقلام وصحف تدعي أنها حامية الحريات.

إنه بعد موقف الليبراليين والعلمانيين من ثورات الربيع العربي، ودعمهم إجراءات الأنظمة القمعية والثورات المضادة، لم يعد بإمكانهم الحديث أو الدفاع عن حرية الرأي أو الديموقراطية، فمواقفهم المشينة التي سطرها لهم التاريخ الحديث كافية لتلجم أفواههم وتخرس ألسنتهم عن الحديث عن قضايا كانت دائماً ديدنهم كالحريات العامة ودعم حرية الكلمة. 

بين مسلم البراك وفيصل المسلم 

دعا ضمير الأمة مسلم البراك في ديسمبر الماضي نواب مجلس الأمة، وعدداً من الفعاليات السياسية، الى الاجتماع للتشاور بخصوص برنامج عمل يهدف الى ترتيب عمل قوى المعارضة السياسية داخل مجلس الأمة وخارجه، إلا ان بعض هذه القوى والتكتلات رفضت دعوته بحجج مختلفة، واليوم أعلن النائب السابق فيصل المسلم دعوته لتشكيل تجمع سياسي جديد، وصفه بأنه للدفاع عن الكويت، واختلط على كثير من الناس الفرق بين الدعوتين، فإن كانتا للسبب نفسه، وهو تركيز جهود المعارضة السياسية في مواجهة قوى الفساد المدعومة من بعض الأطراف، فلماذا تم إفشال دعوة مسلم البراك؟ وان كانت هناك أهداف أخرى لدعوة فيصل المسلم فما هي؟ ولماذا لم يتم الإعلان عنها مع الدعوة؟ وهل ستتم دعوة جميع الفعاليات السياسية أم ستكون هناك انتقائية للحضور كما هي دعوة البراك؟!

مما لا يخفى على أحد أن أهم الفروق بين الدعوتين هو أن فيصل المسلم يتحرّك في تجمعه الجديد على أساس شعار «لا للرئيسين»، بينما يرى البراك أن التعاون بين السلطتين هو الأساس، وأن المعارضة تملك رقماً يجب استغلاله لتمرير الأجندة أو برنامج العمل المعلن عنه.

وبهذه المناسبة نتمنى من الأخ الكريم د. فيصل المسلم أن يوضح كيفية تنفيذ برنامجه في وجود مبدأ لا يحيد عنه ويعتبره هو ومؤيدوه حجر الأساس في هذا التكتل الجديد.

كما أنني أعتقد أن وجود تكتل جديد في ساحتنا المحلية، وبغض النظر عن تأييدنا لخطه السياسي من عدمه، سيثري بلا شك هذه الساحة، ونتمنى أن نرى بقية الأفكار تتشكل على هيئة تجمعات منظمة لها أهداف معلنة وبرامج عمل واضحة حتى يتم تنظيم العمل السياسي ونجني فوائده بدلاً من هذه الفوضى، التي نراها تحت قبة البرلمان وخارجها!

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك