علي البغلي: ثورة ضد فيلم «أصحاب ولا أعز»!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 498 مشاهدات 0


يقول زميلنا الخبير البيئي البارز (خالد محمد الهاجري) في مؤشر مدركات الفساد، لم تكن الكويت بين العشر الأوائل ولا العشرين ولا الثلاثين ولا الأربعين ولا الخمسين! بل تموضعت في المركز الـ73 وكانت قبلها: جامايكا، فانواتوا، سانوم، كوبا، ناميبا، رواندا، الدومينيكان، بوتسوانا، باربيدس.. وغيرها من دول غير متوقعة. عار حكومي لا مثيل له.. انتهى 

في مجال التعليم تراجعنا مراكز عدة لنصبح في أواخر ركاب الدول العربية الفقيرة والدول الممتلئة بمشكلات «الجحيم» الربيع العربي.. في المجال الفني كنا الدولة الاولى في منطقتنا، وكان من يسبقنا مصر ولبنان والعراق وسوريا، وهي دول متقدمة في الاساس بالمجال الفني.. الفنان اليمني الكبير الراحل أبو بكر سالم يقول إنه جاء للكويت بدعوة من النادي العربي الرياضي بمناسبة فوزه بكأس الدوري، فغنيت للجمهور أغنية «يا طارة طيري» و«دانه دان دانه» وسمعت الاغاني الكويتية «يا معيرس توني عرفتك» و«ابو قذيلة».. فذهبت الى بيروت خجلان من نفسي ومعجباً بالفن الكويتي، وغنيت «يا دوب مرت علي» و«متى أنا أشوفك» حتى أسير على خط الفن الكويتي نفسه، دلالة على أن الكويت لها باعها وذراعها الفنية رفيعة المستوى.. انتهى 

*** 

منصة نتفليكس الاعلامية الفنية التي تجاوز قيمتها الآن قيمة ما تملكه كثير من الدول العربية (بما فيها البترولية) من مدخرات وأملاك وأسهم واحتياطيات. والتي يشاهدها معظم سكان العالم، بمن فيهم سكان دولة الكويت - المنكوبة بكثير من متخذي القرار الحكومي بها - وانا واحد منهم، وآخر فيلم رأيته عن طريق منصة نتفليكس هو فيلم «لورنس العرب» الذي مثل فيه الممثل الانكليزي البارز «بيتر اوتول»، ومثل فيه الممثل المصري البارز «عمر الشريف» للمرة الأولى في فيلم أجنبي وعالمي، وقد رغبت برؤية هذا الفيلم منذ أيام لأنه عندما عرض كنت طفلاً صغيراً.. 

وأنا مشترك في تلك المنصة التي تكلف كل شخص مشترك فيها مبلغاً يوازي 5 دنانير شهرياً تخصم من حسابه البنكي.. وجميع ما يخطر على البال من أفلام أجنبية وحتى مسلسلات وأفلام عربية، وعند تشغيل الفيلم تعرض لك عبارة تحذيرية تقول انه بهذا الفيلم مشاهد وعبارات خادشة لا تصلح لان يراها من لا يجاوز عمره (13) أو (16) أو (18) سنة.. 

*** 

من أشهر عدة تقريباً، نصحني أحد المعارف بمشاهدة فيلم إيطالي جديد أثار ضجة «لا أتذكر اسمه» وقد شاهدته وهو يعرض لوليمة أقامها أصدقاء إناثاً وذكوراً متزوجين، واتفقوا بالفيلم على وضع هواتفهم النقالة على طاولة الطعام، وهي مفتوحة الصوت، فسمعنا وشاهدنا خصوصيات وفضائح كل شخص منهم. وانتهى الفيلم على ذلك، ونسينا أحداثه حتى شاهدنا فيلم «أصحاب ولا أعز» العربي بممثليه المصريين واللبنانيين، وشاهدناه ولم يثر هذا الفيلم المقلد أي شيء بنفوسنا، لان هذه الامور تحدث خلف الابواب المغلقة وفي عشرات المنازل في العالمين العربي والاسلامي ومنذ قرون، وقد صدمنا لرفع أحد المحامين دعوى لإيقاف عرض منصة نتفليكس التي عرضت كما زعم البعض فيلم عن رداءة البعض في المجتمعات وهو أمر غير منطقي، فالمنصة لا تعرض مجاناً، بل يجب دفع اشتراك عنها لكل جهاز ومئات الافلام التي تعرض فيها باختيار صاحب الجهاز، وهناك الافلام التاريخية والحربية والاجتماعية وغيرها، فلماذا نركز نحن على الافلام الاسفافية التي تكشف لنا البلاوي التي تحدث بين ظهرانينا وخلف الابواب المغلقة.. وبالتالي لا تجوز معاقبة الملايين ورغباتهم الشخصية في ما يريدون مشاهدته لمجرد عرض فيلم كشف جزءاً من مشكلات أبناء أوطاننا، حيث إن الاسلام أرشدنا الى أنه «لا تزر وازرة وزر أخرى»، كما أن بذلك مساساً غير مقبول بمبدأ الحريات الشخصية التي نص عليها دستورنا في أكثر من مادة. 

وأخيراً نقول لزميلنا المحامي الشاب الله يهداك ويوفقك ان شاء الله، تركت كل وجوه الفساد في بلدنا الذي كان الاول في كثير من المجالات ليصبح «التلش» فيها كلها ما عدا مجال التزمت وفرض الرأي الطالباني الداعشي، الذي لم نسمع من أحد في باقي الدول أي اعتراض او ضجة على عرضه.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك