من سوريا لـ "المغرب" «نحن وريان في ذات البئر».. هكذا تضامنوا أطفال "سوريا" مع الطفل المغربي ريان
منوعاتالآن - الجزيرة فبراير 6, 2022, 1:39 م 264 مشاهدات 0
شهدت قضية الطفل المغربي ريان حالة من التضامن، منقطع النظير بين مختلف أطياف الوطن العربي، اطفال وشباب ورهبان، نساء ورجال، كما تضامن مع الطفل المغربي الأطفال السوريين المهجرين بداخل مخيمات النازحين في الشمال السوري.
أنقذوا الطفل ريان
رفع الأطفال السوريين المهجرين بالمخيمات السورية لافتات عبرت عن حجم تضامنهم مع الطفل ريان العالق في قاع البئر منذ يوم الثلاثاء الماضي بمنطقة شفشاون المغربية.
وجاء أبرز هذه اللافتات «أنقذوا ريان، وسلامتك ريان، ومن الخيمة إلى البئر، نحن وريان في ذات البئر» وغيرها الكثير من الافتات التي أظهرت حجم التضامن والتفاعل مع قضية الطفل ريان.
حملات التضامن
من ناحية أخرى تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والغربية مع الطفل ريان المغربي الذي سقط في البئر فيما تتابعت حملات التضامن وكان أهمها حملة التضامن التي أطلقها أطفال سوريا بمخيمات النزوح معبرين عن حزنهم وتعاطفهم مع الطفل ريان.
“وكأن العالم كله عالق في تلك الحفرة”.. كلمات تلقائية ومشاعر عفوية صدحت بها منصات التواصل العربية والإسلامية تعاطفًا مع قصة الطفل المغربي ريان ذي السنوات الخمس الذي استطاعت قصته توحيد قلوب العرب والمسلمين على مدار خمسة أيام تحت كلمة “الإنسانية” بعدما فرّقتهم منذ سنوات صراعات سياسية واقتصادية وأيديولوجية.
ومن قلب دول الحرب والنزوح إلى أرض السلام، تشابهت الأمنيات وتكاتفت الدعوات وتكثّفت أملًا في خروج ريان حيًّا من البئر العميقة التي سقط فيها عصر الثلاثاء الماضي في إقليم شفشاون شمالي المغرب. وهو إجماع ربما فقده العرب منذ استشهاد محمد الدرة في فلسطين.
وكتب الأزهر الشريف في مصر بعدة لغات “ندعو الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه أن يحفظ الطفل المغربي ريان، وأن يوفق قوات الإنقاذ لإنقاذه في أقرب وقت ممكن، وأن يقر أعين والديه وأهله والعالم أجمع بعودته سالمًا معافًى”.
ومن مخيمات النزوح في الشمال السوري حيث يفتك الثلج والبرد بالصغار والكبار، حمل أطفال قطعة ورق كتبت عليها عبارة “أنقذوا ريان” و”سلامتك يا ريان”.
ومن منازل جارة المغرب الشرقية، الجزائر، نشر ناشطون صورا لأطفال وشيوخ يتسمّرون أمام الشاشات ويرفعون الأكفّ تضرعا، وهناك ذابت الخلافات التي احتدمت منذ أشهر لتعوضها عبارات الود والحب والتآزر و”خاوة خاوة (إخوة)” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي أحد مساجد الجزائر ألقى الإمام خطبة الجمعة عن الطفل ريان، وتضرع إلى الله بالدعاء لإنقاذه.
ومن فلسطين حيث يذبّح الاحتلال أهل الأرض وينتهك منازلهم وحرماتهم، ربطت القنوات ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي البث المباشر من شفشاون شمالي المغرب.
ومن السودان -التي يموت ثوارها طلبًا للحرية في الشوارع- ومن إيران والسعودية والولايات المتحدة، تلقت قناة الجزيرة مباشر اتصالات تدعو للطفل ريان، وذرف متدخلون الدموع على الهواء مؤكدين أن قلوبهم في البئر وأنهم لم يتذوقوا طعم النوم طوال الأيام الأربعة الماضية.
وحّد طفل ذو خمس سنوات عالمًا عربيًّا وأمة إسلامية فرقتها السياسات والصراعات، ورأى ناشطون في ذلك رسائل قوية لكل راغب في شق الصف، مشددين على أن العرب والمسلمين لو توحدوا في كل قضاياهم لانتصروا.
وعلى قناة “بي إن سبورتس” الرياضية ذرف الصحفي المصري ناصر الغزاوي الدموع على الهواء مباشرة متأثرًا بمقدمة المذيع.
❞الطفل ريان إبن كل العالم❝.. هكذا علق الإعلاميون في قنوات ”بي إن سبورت“ العالمية.. شاهد تأثر بدر الدين الإدريسي وبكاء المصري صابر الغراوي بسبب الطفل ريان 😥 pic.twitter.com/kb7uVqL7bX
— Morocco News 🇲🇦 (@MoroccoNews_AR) February 5, 2022
وقال الداعية الإسلامي الدكتور محمود الصغير، عبر قناة الجزيرة مباشر إن “محنة الطفل ريان أظهرت أن الأمة لا تزال بخير ولا تزال تتعاطف فيما بينها”.
ودعا الدكتور عبد الله النعمي إلى الدعاء لينقذ الله روح ريان التي وحدت العرب والمسلمين، قائلًا “فكأن ريان ابن كل رجل وامرأة منا”.
وغرد الصحفي الجزائري خير الدين روبا “شكرا ريان لأنك وحّدت المختلفين وألّفت بين قلوب المتخاصمين وجمعت المشتتين من الشعبين الشقيقين، شفع الله لك بهذا، وأخرجك لنا سالما معافى يا رب”.
وقال الناشط الحقوقي الفلسطيني أدهم أبو سلمية إن “وسم أنقذوا ريان أسقط كل الحدود المصطنعة بين الشعوب، وتجاوز كل الأيدلوجيات السياسية والدينية والمذهبية، وجعل القلوب مُعلقة بخبر طفل سقط في حفرة في أقصى المغرب العربي”.
واعتبر المدون تركي بن رشيد الزلامي أن “مشاعر الإنسان لأخيه الإنسان توحّد الثقافات والقلوب”، وأن “الطفل ريان وحّد بالدعاء عدة شعوب”.
وفي سلطنة عمان، رُسمت جدارية تضامنًا مع الطفل المغربي ريان.
وتواصل فرق الإنقاذ المغربية جهودها لإتمام عملية معقدة على أمل إنقاذ الطفل ريان العالق منذ عصر الثلاثاء في بئر عميقة بشمال المملكة في سباق مع الزمن، في حين يقول المسعفون إنهم اقتربوا من مكان وجود الطفل.
وتتجه أنظار العالم في هذه الساعات الحاسمة نحو المملكة المغربية، لتشهد لحظة خروج الطفل ريان من البئر وسط دعوات الملايين بأن يرده الله إلى أمه سالمًا “كي تقر عينها ولا تحزن”.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن مصدر من السلطات المحلية أن أشغال الحفر الأفقي التي تتم يدويًّا وبآلات كهربائية صغيرة لاعتبارات متعلقة بسلامة المنقذين، اصطدمت بصخرة كبيرة جرى للتوّ تفتيتها بعدما استغرق الأمر أكثر من ثلاث ساعات تفاديًا لتصدع وتشقق التربة وانهيار الحفرة أو البئر.
وكتب خالد جاسم “الطفل ريان وحّد القلوب”.
ودعا الناشط مبارك الشهري للطفل الذي “وحّد العالم”.
وكتبت الناشطة الجزائرية شيماء مسكين: “يا حبيبي يا ريّان لو تعرف تأثيرك علينا، وحّدت قلوبنا وبفضل قصّتك شعرنا أكثر بأطفال سوريا وفلسطين واليمن والعراق بعد ما تناسينا”.
وكتب الناشط حوفادي مصطفى “إذا كانت القدس وحدت العرب والمسلمين فأنت وحدت العالم كله”.
وكان الدعاء حاضرًا في كل تغريدات الناشطين تقريبًا، مع وصول عملية الإنقاذ ساعاتها الأخيرة، آملين أن يخرج ريان سالمًا بعد معاناة خمسة أيام تمثل وحدها عمرًا جديدًا فوق عمره الصغير.
تعليقات