داهم القحطاني: الحكومة و«الشبعانون»

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 453 مشاهدات 0


أحد أسباب فشل كثير من الأفلام والمسلسلات أنها تكرر الحبكة الدرامية الفاشلة نفسها، التي حفظها ومل منها المشاهدون.

حبكة مفادها أن ذا النفوذ، أو المال لن يُصاب بأذى فهناك دوما «شبعانون» يبررون، ويختلقون له الأعذار، سواء أخطأ أو لم يخطئ.

الحكومات الكويتية المتعاقبة التي طالما حبكتها لسنين طويلة لا تجد أي صعوبة في «تضبيط» وزرائها المستجوَبين من فئة VIP، سواء كانوا مصلحين أو مفسدين، فالفتاوى جاهزة، ومئات الملايين من الدنانير تُصرف بمجرد رفع الأيدي لتموِّل مشاريعَ مستحقة «منذ مبطي».

ولأن الناس المتضررين من تأخر القرار الحكومي لا يهمهم كيف يصدر هذا القرار، بل متى، فإنهم يشكرون ذا النفوذ وجماعته من «الشبعانين»، تماما كما هو الحال في المسرحيات العربية التي نجد فيها ممثلاً سيئاً يردد عبارات مكررة بصوتٍ عالٍ، فيلجأ الجمهور للتخلص من صراخه عبر تصفيق سريع. 

في واقعنا الكويتي نستمع لكبيرات السن من أمهاتنا وجداتنا، وهن يرددن بعفوية: «الله يخلي حكومتنا»، وهن يعلمن، ونحن نعلم، أنها عبارات، نعم، تنبع من حب للوطن، لكنها تُردد في الغالب الأعم؛ لأن هناك من سيعطل مصالح الناس إن لم يستمع لهذه العبارات في كل مناسبة. الوضع تغير الآن، فكبار السن من الذين تتكسر ظهورهم يوميا من طرق الصخر المتطاير، ومن الذين يشاهدون اللصوص ينفُذُون من العقوبة ويستمتعون علناً بسرقاتهم، لم يعد هؤلاء «الشُيَّاب» والعجائز قادرين على ترديد مثل هذه العبارة الحسنة النية.

في المقابل، أصبحنا نشاهد تكرار حفلات مسح الجوخ للحكومة رغم كل كوارثها من قبل نواب اختارهم الشعب ليمثلوه، فإذا هم يمثلون عليه بحبكة درامية ملَّ منها الجميع.

متى يتحول المنصب السياسي، حكومياً وبرلمانياً، إلى مجرد وظيفة تنفيذية أو تشريعية لا تخضع لهوى النفس، ولا تسمح بتكاثر الطحالب، وتقضي على هذا الزبد الذي لا يزال يمكث في الأرض؟

تعليقات

اكتب تعليقك