د.تركي العازمي: انتبه لما يقال وتقول...!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي يناير 24, 2022, 10:27 م 309 مشاهدات 0
قال عز من قائل «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وقال «فتبينوا» التي جاءت في الآية يقصد منها «تثبتوا» أي لا تستعجلوا بقبول كل ما يصلكم إلا بعد التحقق من صحته ومن مصدر موثوق!
وفي الحديث الشريف عن صفوة الخلق، محمد، صلى الله عليه وسلم، إنه قال:«سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة»... قيل: وما الرويبضة؟ قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».
هنا، أجد مدخلاً لمقامكم الكريم، صغاراً وكباراً، طالباً، موظفاً، نائباً، قيادياً أم مراقباً للشأن العام «مغرداً أم كاتباً»... ضع هذه الآية والحديث الشريف نصب عينيك.
عندما تتحدث عن قضايا تهم المجتمع، ضع مخافة الله أمام عينيك، وانقل الصورة بعد التحقق منها، فأنت مساءل أمام الله عز شأنه عن كل ما يبدر منك من قول وعمل، فقد تستقي المعلومة من «رويبضة» مشهور وتأخذ بها، وهي صادرة من كاذب خائن دون أن تتحقق منها.
على مستواك الشخصي، في محيطك بالبيت، الديوانية، العمل، وأي مكان تحط قدميك فيه... احرص على قول الحق وما أنت متيقن من صحته كي لا تقع في خطر الغيبة «ذكّر أخاك بما يكره» أو النميمة «نقل الكلام بين الناس على وجه الإشاعة والإفساد».
فلو لاحظنا ما يدور حولنا فسنجده في الغالب صراعاً إما لدواعٍ شخصية أو تبادل مصالح أو حسداً والعياذ بالله... وفي الغالب كثير ممن ينقل الإشاعات المغرضة إنما هو من باب الغيرة والحسد، عافانا الله وإياكم من شرهما.
وعلى المستوى المؤسسي، فإننا نطرح هنا الرأي استناداً على المعايير الدولية والمؤشرات المرتبطة بجودة الأعمال وخلافه.
في وسائل التواصل نستعرض إشاعات ورموزاً يغلب عليها وصف السفيه التافه، وهم من يتصدرون المشهد إعلامياً: فلماذا ننجر وراءهم؟ دعهم عنك وتحقق وابحث وتيقن.
نريد لكم وللبلد الخير... ونريد أن تتحقق التنمية، فلا صراع يعنينا ويهمكم ولا مصالح، وعلينا أن نتذكر رد حسن البصري على أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، حين سأله «بمن أستعين على الحكم يا بصري؟ قال: يا أمير المؤمنين، أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك؟ فتعجب أمير المؤمنين، وقال: فبمن أستعين إذاً؟ ورد البصري «عليك بأهل الشرف فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة والفعل الذميم»!
الزبدة:
يهمنا صلاح الأفراد لاختيار من يستحق تمثيلهم من أهل الشرف، وأن يتولى إدارة مؤسساتنا أهل الشرف من قيادات لم تقترب منها قائمة الاختيار لأسباب معلومة.
اللهم هيئ لولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وتدلهم عليه لما فيه الصالح للبلاد والعباد... الله المستعان.
تعليقات