د.مبارك العبدالهادي: «بربسه»

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 492 مشاهدات 0


لم أفهم هل نحن نعيش الديموقراطية أم الديموغرافية أم التيموقراطية؟

هذا السؤال أعتقد أنه أصعب من أن يجيب عنه العديد من المتمقرطين، لأننا أصبحنا في زمن المجهول واللا معرفة واللا إدراك واللا وعي واللا إنسانية واللا مبادئ، فعندما تختلط الأوراق نوقن أننا سنتناثر الواحد تلو الآخر، وستتفكك عوامل البناء لتبدأ بعدها عملية الهدم كما هو حاصل في واقعنا الذي أصبح فيه البعض لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة، بعد أن تحول المشهد إلى حلبة لتصفية الحسابات الشخصية دون أن يتم وضع أي اعتبارات أو حتى احترام لهذا الشعب الكريم الذي خابت آماله، وهو يشاهد ويتابع ويسمع ما يحدث خارج النص.

عذراً أيها الشعب الكريم:

لا ديموقراطية لدينا، إنما هي ساحة كبيرة امتلأت بالعديد من الممثلين الذين أصبحوا يتبادلون الأدوار، ويجيدون النص وفق متطلبات المؤلف، ويبدعون في الأداء بناء على تعليمات المخرج، والمصيبة الأعظم بتزايد أعداد الإصابات بمرض متحورات الهرج والمرج.

عذراً أيها الشعب الكريم: لقد خذلكم الممثلون والمتلاعبون بمصالحكم وبعض الذين يجيدون سياسة المماحكات التي كانت إحدى وسائل هدم العديد من الأنظمة المتمقرطة أو التي تدعي الحريات، في حين لا تزال العنصرية هي السائدة والطائفية هي المسيطرة والقبلية هي الرائدة لبعض العقول الرجعية التي لا تفرق بين الواقع والمستحيل وبين الحاضر والماضي وبين التخلف والتخبط.

عذراً أيها الشعب الكريم: عندما نتابع حلبة مصارعة نعلم جيداً أن هناك من يجيد فنون التمثيل فيها لجذب المتابع وإقناعه بأنها واقع، وهي في حقيقة الأمر أداء قتالي تمثيلي بامتياز، ونحن حاليا أصبحنا في حلبة يتم تبادل الأدوار فيها، ولكن بآداء فاشل كالعادة لأنهم لا يزالون "كومبارس" يسعون جاهدين إلى النجومية لتحقيق المكاسب الشخصية.

عذراً أيها الشعب الكريم:

ما زلنا ندور في حلقة فارغة نلاحق فيها السراب الذي رسم في مخيلتنا بعد أن تبخر التفاؤل، وتشتتت الأحلام وتناثرت الآمال وتبددت المساعي لاستيعاب عقليات ناقصة. 

عذراً أيها الشعب الكريم: فالمتحورات والأوبئة في تزايد حولنا والإصابات في ارتفاع والحلول لا تزال في علم الغيب بانتظار الفرج، والمفاجآت قادمة حتى لا ننصدم من واقعنا في كل مرة، والقانون لا يزال الضحية طالما البراشوت هو المبدأ.

عذراً أيها الشعب الكريم: في الختام ضاع "شادي" في صوت فيروز، وضاعت معه القضية، واختلطت الأوراق وتناثرت الحلول.

تعليقات

اكتب تعليقك