د.موضي الحمود: العودة إلى المربع الأول

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 468 مشاهدات 0


منذ مدة ونحن نسمع بعبارة «الدولة العميقة»، التي ترددت أصداؤها في الساحة السياسية، ويشار إلى أن لها سطوة في البلد، وهي المستفيدة والمسيطرة على مقدراته، وهي كما يقال تحل وتربط.. عبارات لا نستطيع الجزم في حقيقتها ولا التحقق من قوة تأثيرها.. وربما يجري تضخيمها لتفسير مظاهر لا نجد لها تفسيراً نحن ـ المواطنين ـ المراقبين للمشهد السياسي السريالي.

ولتكملة المشهد المضطرب راقبنا في الأمس ما حدث في مجريات جلسة الاستجواب المقدم لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حول قرار انضمام المرأة إلى المجال العسكري وأمور أخرى.. في هذه الجلسة لم يكن الاستجواب بالـقوة التي تعصف بالوزير، وذلك في رأيي ورأي كـثير مـن المـراقـبين. فــالمــرأة مــتواجــدة أصــلاً فــي مــنظومــة الــجيش قــبل قــرار الــوزيــر، أمــا قــضايــا الــتعدي عــلى المــال الــعام فــقد حـــدثـــت قـــبل عهـــده وأحـــيلت إلـــى الـــجهات الـــرقـــابـــية والـــنيابـــة الـــعامـــة. فلماذا إذاً اتخـــذ عـــدد مـــن القوى الــنيابــية هــذا المــوقــف؟ لا أعــلم حــقيقة وحــتى كــتابــة هــذا المــقال إن كــانــت هــناك أغــلبية كــافــية لــطرح الثقة بـالـوزيـر أم لا؟.. ولـكن تـداعـيات الجـلسة مـع تـواتـر أخـبار عـن نـية تـقديـم اسـتجواب ثـانٍ لـوزيـر الـخارجـية.. هـــذه كـــلها لـــها دلالات ســـياســـية لا يـــمكن إغـــفالـــها ورســـائـــل عـــديـــدة لـــلحكومـــة الجـــديـــدة ــ الـــقديـــمة لابـــد مـــن قــــراءتــــها.. فــــمن الــــواضــــح أن لا مبادرة العفو ولا تــــوزيــــر العدد المــــتزايــــد مــــن الــــنواب كــــان كــــفيلاً بــــصد الهجـــمات والـــضربـــات الـــنيابـــية ضـــد الـــحكومـــة.. فـــالمـــوقـــف واضـــح مـــن أول اســـتجواب لأول وزيـــر.. فـــكيف ســيكون لــلحكومــة بــعد ذلــك قــوة تــعينها عــلى تخــطي آثــاره والــتعامــل مــع مــا ســيتبعه مــن اســتجوابــات أو اتـــخاذ مـــواقـــف صـــلبة لمـــتابـــعة الـــقضايـــا المســـتحقة فـــي مـــواطـــن الإصـــلاح الاقـــتصادي ومـــكافـحة الـفساد وغيرها.

وضـــع صـــعب ســـيعيد الـــعلاقـــة الـــحكومـــية الـــنيابـــية إلـــى المـــربـــع الأول الـــذي نـــأمـــل ألا نـــعود إلـــيه.. ولـــكن «الشــــربــــاكــــة» الــــبرلمــــانــــية الــــتي تــــقاطــــعت خــــطوطــــها فــــي هــــذا الاســــتجواب تــــكشف عــــن «قــــوى عــــميقة فــــي الـبرلمـان نـفسه» حـركـت مـن الـنواب حـتى مـن لـم يـكن لـه طـوال عـمره الـبرلمـانـي مـوقـف حـاد كـموقـفه الـيوم.. أمــر لا يــمكن إغــفالــه، ويــجب الــتعامــل مــعه بــما يــحفظ الاســتقرار الــسياســي لهــذا الــوطــن، داعــين المــولــى أن يهيئ له الصالح من أبنائه ويحفظه بعز وأمان.

تعليقات

اكتب تعليقك