د.موضي الحمود: إنكم تسرقون أعمارنا..!

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 277 مشاهدات 0


خلال السنتين الأخيرتين عانينا الأمرين، أولاً: من «إيجابية» مقيتة وتمدد وتمحور لهذا الداء اللعين، حتى سميت آخر فصائله الماكرة بـ«أوميكرون»، عَبَر القارات وفَرّق شمل الأسر والجماعات، وتحدى جهود الطب واللقاحات، واستعصى على تعاويذ السحرة والشعوذات، مسجلاً كل يوم يمر معدلات وأرقاماً فلكية لم تشهد لها البشرية مثيلاً في عالم الأوبئة والإصابات.. كفانا الله شره. وثانياً: من تلك «السلبية» المفرطة التي خيّمت على مناحي الحياة في بلدي حتى توقفت عجلة التطور فيه أو كادت، فقَصّر عمر الحكومات التي تُشكل لترحل سريعاً من دون إنجاز.. تعطلت عجلة الحياة الاقتصادية واندثرت المشروعات الصغيرة، وتأخرت المشروعات التنموية الكبيرة.. وتحت الضغط السياسي حُرم الأبناء من عام دراسي كامل، ثم انتظموا عن «بُعد» حتى أصبحوا بعيدين كل البُعد عن العلم الحقيقي والمهارات الحياتية المطلوبة لبناء مستقبلهم.. القائمة تطول وكل شيء تأخر إلا التناحر والشد والجذب السياسي فقد تعاظم واحتل الساحة المحلية تماماً، فظهرت الكتل التي تطورت و«تمحورت» هي الأخرى، فبدأت بكتلة الـ«31» التي انقسمت إلى كتلة الـ«17» ثم الـ«7» ثم الـ«9»، وتعددت الاتجاهات، فهناك كتلة الموالاة وكتلة المعارضة وكتلة الرئيس.. حقيقةً أضعنا الحسبة، ولا ندري من هو مع ما هو؟ ولكننا عباد الله المواطنين يجدر أن نشكل فيما بيننا «كتلة معارضة» لكل هذه الفوضى السياسية.. فأنتم أيها السادة الحكوميون والمعارضون والموالون والرئاسيون تسرقون أعمارنا بتناحركم وخلافكم الذي لا ينتهي!

‏فهل أنتم جميعاً واعون بما حلّ بوطننا؟ وهل أنتم بحق قلقون على مستقبل أطفالنا وأجيالنا؟ سؤال يحتاج من الجميع إجابة، ولكن قبل ذلك وبعده ليتنازل كل منكم قليلاً عن سقف مطالبه، وأن يجتهد ليجد مساحة مشتركة للاتفاق مع الآخرين حول الأولويات الوطنية المُلحة.. فالوطن للجميع وليس لكم وحدكم أيها الساسة.. وثقوا بأنه لن يضمن أحدكم، وزراء أو نواباً، دوامه في هذا الكرسي.. فرفقاً بالوطن وبنا، وكفاكم سرقة لأعمارنا التي حاصرتها «إيجابية الوباء» و«سلبية السياسيين»، فالسنين تمضي سريعاً، والوطن يعمّره الفعل لا الجدل.. فهل من مجيب؟!

تعليقات

اكتب تعليقك