داهم القحطاني: كلام الصج يشق القحفية

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 322 مشاهدات 0


لنتأمل هذا السؤال العميق: لماذا، في الغالب الأعم، يغيب الحكماء وذوو الخبرة السياسية في مجلس الأمة، ويحضر أصحاب القدرة على كسب الأصوات الانتخابية، الذين يحترفون تقديم الخدمات، أو يجيدون العزف على مشاعر المواطنين؟ 

لنتساءل: هل ما يحصل من تردٍّ وتراجع في الحياة البرلمانية في الكويت سببه بالفعل، وكما يردد البعض، أن الحكومة لا تزال تحاول وبضراوة جعل مجلس الأمة منزوع الصلاحيات، ومجرّد مجلس شكلي يوافق على كل ما تريد؟ 

أم أن التراجع الكبير في الأداء البرلماني سببه الاستغلال السيئ من قبل بعض السياسيين للأدوات البرلمانية، واتباع سياسة حرق المراحل للوصول إلى إنجازات سريعة؟

أم أن سهولة الدخول إلى العمل السياسي في الكويت لغياب التشريعات جعلت العمل البرلماني بحد ذاته وسيلة لتحقيق الثراء والنفوذ، مما جعل المواقف من التشريعات ترتبط بالمصلحة الشخصية لا بمصلحة الوطن؟

هذه الأسئلة تقود إلى فكرة رئيسية مفادها أن العمل البرلماني في الكويت يعاني أمراضاً مزمنة يتعمّد أطراف اللعبة السياسية، سلطة وموالاة ومعارضة، تركها من دون معالجة حقيقية، رغم أن المعالجة ضرورية للسلطة، فنجاح النظام البرلماني يرابط بشرعيتها الدستورية، والمعالجة ضرورية للموالاة لكي تكون الموالاة وفق نهج وفكر وبرنامج، والمعالجة ضرورية للمعارضة حتى لا تصبح الأوضاع المتردية والمستمرة أرضية خصبة لتجديد الفوز بالمقاعد البرلمانية تحت شعار «إما نحن (المعارضة) أو الطوفان؟ 

هذه الأسئلة الحقيقية التي يجب أن تطرح وبقوة، وكما يقال في المثل الشعبي «كلام الصج يشق القحفية»، حتى لا نستمر جميعاً في هذه الدوامة من الصورة غير الحقيقية التي يتعامل بها السياسيون، وندفع نحن كشعب ثمنها غالياً.

تعليقات

اكتب تعليقك