عمر حماد هلال: رثاءٌ مبكر
فن وثقافةعمر حماد هلال يناير 9, 2022, 11:20 ص 694 مشاهدات 0
عمر حماد هلال شاعرٌ متمكن يعي أثر الكلمة الشعرية في تجلية البعد الإنساني، شارك في الكثير من الفعاليات الشعرية محلياًّ وعربيًّا، وكان من الشعراء الذين برزوا في مسابقة "أمير الشعراء" التلفزيونية،
عمر حماد يصافحنا بهذه الرثائية المؤثرة التى قد تكون رثاءً ذاتيًّا يستبق اللحظة المعهودة ذاتها، وقد تكون رثاءً لأمة لاقت على صخور اليأس مماتها:
من ذا يبارك في الرؤى موت احتفالك
كي يستريح بفكره صمت احتمالك
فاللون غادر روحه بين المدى
والصمت خيم في خيالٍ من خيالك
والمحتفون بموته قد غادروا
حين استفاق الصبح من ليل المهالك
اذ اتعبوا غاياتهم في فجره
لما اعترى في نومهم وقع اقتتالك
هم يرقبونك في ولادة موتهم
مذ كان عمرك يستريح على جمالك
بل كان موتك شوكة في حلقهم
عاشوه ليلا في جوابك أو سؤالك
كيف احتملت لهاثهم في اثرها
لما رآوك على سديم من جبالك
حين استحالوا في دروب شتاتهم
وتكسروا بين الزوايا والمسالك
خاضوا احتمال العيش بين ربوعها
فنجوت من وقع اختزالك واحتفالك
أسرجت من ضوء الفجيعة مغزلا
فسموت في روح انتشائك في مآلك
لم يلبثوا الا وانت نديمهم
هم يشتهون الصبح عطرا من رمالك
اذ هم عراةٌ في خريف حياتهم
لما استكانوا غير ظلّ من ظلالك
بل يحتفون وانت أنت فقيدهم
هم وقعوا بالموت فيهم في زوالك
قد أخفتوا لما أضأت نفوسهم
من فرط ظلمتهم ومن فرط اشتعالك
اودعت فيهم غربة بديارهم
فتنسموا ليل الفجيعة بارتحالك
تعليقات