د.موضي الحمود: رفقاً بالوطن

زاوية الكتاب

د. موضي الحمود 313 مشاهدات 0


أردت أن أمتع النفس بوقفة قصيرة عن الكتابة لا العمل، وآثرت عدم التعليق على أحداث عديدة شغلت ساحة الوطن، ولكني نقضت العهد مع نفسي، لأنني لم أتمكن من تجاهل بعض المواقف التي تعلقت بالمرأة، وما أثير حول الحركة النسوية في بلدي بالتحديد، وذلك حين دعت الأمانة العامة للأوقاف إلى ندوة حول - الفكر النسوي - كما أسمته، ولكن اعترض البعض وألغيت الندوة ثم انتقلت إلى فضاء - اليوتيوب - الواسع.


‏ ‏شخصياً لست مع وقف الندوة ولا أؤيد الحجر على الفكر والرأي، ولكنني أعترض كذلك وبشدة على التفرد بطرح رأي واحد في أي قضية مجتمعية خاصةً لأمر يتعلق بنصف المجتمع، فالمنظمون للندوة دعوا إلى طرح رأي واحد على منبر رسمي حكومي.. وكان من الأجدر بهم أن يستضيفوا أحد المؤيدين - لفكر تمكين المرأة أو من العاملين في الحركة النسوية - ليتوازن الطرح ولتعرض وجهات النظر المختلفة من دون تحيز.. ولكن ذلك لم يحدث، وهنا مكمن الخطأ.

‏وحول هذا الموضوع تحدث وكتب البعض، ولكن اللافت ما كتبه الأخ الفاضل مبارك دويلة في زاويته في القبس بتاريخ 28ـــ‏12 منتقداً بشدة من عارض إقامة الندوة وأسماهم - بالمدّعين مناصرة المرأة - واصفاً إياهم بدعاة التحرر الكامل للمرأة من قيود الحشمة والالتزام الأخلاقي وهم - كما أشار - يشجعون النساء بالتمرد على العادات والتقاليد ويتعاملون مع المرأة كسلعة أو أداة دعاية وترويج..!!

وهنا أقف وأقول.. على رسلك يا أبا معاذ، إن من يناصر المرأة ومن يؤيد - فكر تمكين المرأة أو الحركة النسوية - من رجال ونساء هم يحترمون المرأة كمواطنة كاملة الأهلية تفوقت في دور العلم، وأخلصت وأبدعت في ميادين العمل وحافظت على التقاليد، وتحرص على التنشئة الصالحة لأبنائها والحفاظ على أسرتها.. والمرأة الكويتية اليوم تخدم في أشرف الميادين وهو ميدان الدفاع عن الوطن وخدمة مواطنيه.

‏وإني لأحسبك يا أخي الفاضل لا تنسى بأن هذا الفكر وبتأييد من قيادة الدولة قد مكّن المرأة من حقوقها السياسية كاملة.. واليوم نرى أتباع الفكر المعارض من الرجال يستجدون أصوات النساء اللاتي أنكروا عليهن هذا الحق ليصلوا إلى سدة النقابات وجمعيات النفع العام ومقاعد مجلس الأمة كنواب إسلاميين ومؤيدين لهم.. نحترمهم ونؤيد الصالح من برامجهم.

خلاصة القول.. ان أصحاب فكر تمكين المرأة هم دعاة نهضة وطن لن يتقدم ولن يرتقي إلا بتعاضد نسائه ورجاله.. فلنتق الله بنسائنا.. ونقول للجميع رفقاً بالوطن.

لا عزاء للمرأة.. ولا عزاء للوطن

على خلاف ما أبداه الكثيرون خلال مشاورات التشكيل الحكومي.. أتى التشكيل الوزاري الأخير محملاً بثقل كبير من النواب الوزراء وبغياب أكبر أو تمثيل رمزي للمرأة.

قلوبنا مع نساء الكويت القديرات والمؤهلات ممن حُرمن وللمرة الثالثة أو ربما الرابعة من التمثيل المتكافئ في وزارة الشيخ صباح الخالد.. ولكن عيوننا مفتوحة لمراقبة أداء النواب الوزراء، الذين نرجو أن يخلفوا ظننا هذه المرة، وألا يستخدموا المناصب الوزارية جسورا انتخابية قادمة.. وندعو الله التوفيق للجميع.. ولا عزاء للمرأة ولا عزاء للوطن!

د. موضي عبدالعزيز الحمود


تعليقات

اكتب تعليقك