عبدالعزيز التركي: شاب "بدون" انتحر ماذا يعني ؟ لا أحد يهتم !

زاوية الكتاب

كتب الآن 383 مشاهدات 0


يبدو بأن لا نهاية للهراء، كما هو الحال لا نهاية لقضية البدون، حتى أن أمر الإنتحار أصبح كخبرًا بالصفحة الأخيرة، نكتفي بالعويل عليه، ونقيم مراسم العزاء الأفتراضية في هشتاق تويتري، يجمع كل فئات المجتمع حتى من كان في قلبه غل عليهم، وكأن من يقف خلف عرقلة حل قضية البدون لا أحد والناس تتوهم !

ومن المفارقات العجيبة الغريبة، يلومون المنتحر ويلقون الفتاوي جزافًا دون علم، فيما يتغافلون عن من كان سببًا في انتحاره، وكأن لعنة البدون تبقى تطارد صاحبها حتى بعد وفاته.

يا سادة.. من أين لكم الصفات الإنسانية النبيلة، والقيم الإخلاقية الحميدة، وقوة الإيمان واليقين؟

يا سادة.. أن "حميدة" لا تعرفكم و"إيمان" تتبرئ من أفعالكم، يوم تشهد عليكم أيديكم وأرجلكم بما فعلتم.

يا سادة.. أن العار سيبقى يطاردكم، والموت لا عاصم منه.

أتهزأ بالدعاء وتزدريه
‏وما تدري بما صنع الدعاء
‏سهام الليل لا تخطي ولكن
‏لها أمد وللأمد انقضاء

"الشافعي"

لست مسؤولًا حتى أقترح حلول، ولست ذو منصب سياسي حتى أكون ملوم، ولكني أعرف جيدًا أن الحل يكون فقط "بالتجنيس" وغير ذلك ما هو إلا مجرد هراء في هراء في هراء.


نكتفي بهذا القدر، فلا أحد يهتم وأن أنتحر مائة آخرون، كما ليس هناك حلول للقضية، ولو بعد ألف عام!

أما بعد.. ما فائدة أن تتركني حزينًا، وتعود عندما أبتسم ؟ أن تتركني في مواجهة الأسى والألم، وتعود حينما أتجاوزهما بالتعب والمعاناة، ما فائدة وجودك عندما لا تصير جزءًا من مقومات قوتي، عندما لا تصير جزءًا من أملٍ يدفعني للطريق ؟

أما بعد.. حين تكون إنسانًا عفويًا، قد تقع في مشكلات لم تكن تتوقعها، لأن النقاء الذي بداخلك لم يتوافق مع التلوث الذي تعج به عقول بعض البشر، فلا تندم على نيه صادقة منحتها ذات يوم لأحد لم يقدرها.

أما بعد.. أن الأسباب غير مهمة، معظم الحرائق سببها شرارة صغيرة، ومعظم الخلافات أسبابها تافهة، السر يكمن في ردة الفعل، هناك فرق بين من سعى لإخماد الحريق، ومن لعب دور الرياح.

أما بعد.. نستحق أن نصبح شيئًا استثنائيًا، أن يشعر كل من يرافقنا بالفخر لامتلاكه شخص مثلنًا، نستحق أن يُحارَب لأجلنا وأن نكون من أول الأولويات وعلى رأس القائمة، نستحق أن يُكتفَى بنا، وأن نصبح الإختيار الأول إن تعددت الإختيارات، فلا الهوامش تليق بنا، ولا أنصاف الاشياء تعنينا.

تعليقات

اكتب تعليقك