‫عاصفة أوميكرون تطلق صافرات الإنذار وتغزو «106 بلدان» والقارة العجوز على حافة الهاوية !‬

منوعات

الآن - وكالات 402 مشاهدات 0


المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: نستطيع أن نرى عاصفة أخرى قادمة.. في غضون أسابيع، سيهيمن أوميكرون على المزيد من بلدان المنطقة، ما يدفع الأنظمة الصحية التي تعاني من الضغوط بالفعل، إلى حافة الهاوية

الإصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا الذي بات المهيمن في العديد من الدول.

جاء ذلك على لسان هانس كلوغه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، في مؤتمر صحافي عقده، مساء الثلاثاء، بالعاصمة النمساوية فيينا.

وحتى فجر الأربعاء، بلغت حصيلة إصابات كورونا حول العالم 276 مليونا و553 ألفا و270 من بينهم 5 ملايين و384 ألفا و418 حالة وفاة، و247 مليونًا و998 ألفًا، و37 حالة تعاف، بحسب الإحصاءات العالمية.

وقال كلوغه في تصريحاته: "نستطيع أن نرى عاصفة أخرى قادمة.. في غضون أسابيع، سيهيمن أوميكرون على المزيد من بلدان المنطقة، ما يدفع الأنظمة الصحية التي تعاني من الضغوط بالفعل، إلى حافة الهاوية".


وأعلن أنه تم اكتشاف أوميكرون فيما لا يقل عن 38 عضوا من أعضاء منظمة الصحة العالمية بالمنطقة الأوروبية والبالغ عددهم 53.

وأكد أن المتحور أصبح هو السائد في المملكة المتحدة والدنمارك والبرتغال، وأنه في الأسبوع الماضي توفي 27 ألف شخص بفيروس كورونا في المنطقة، وتم تسجيل 2.6 مليون إصابة إضافية.

وأشار كلوغه إلى أنه رغم أن هذه الحالات تشمل جميع المتحورات وليس فقط أوميكرون، إلا أن هذا العدد أعلى بنسبة 40% عما كان عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي.

كما أوضح أن المتحور ينتشر في الغالب في صفوف شباب المنطقة في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم.

ومنذ اكتشاف أوميكرون لأول مرة في دولة جنوب إفريقيا، أواخر نوفمبر الماضي، واصل المتحور الانتشار في أكثر من 70 دولة، ووصفته منظمة الصحة العالمية بـ"المثير للقلق".

وشدد كلوغة على ضرورة تكثيف الحكومات الأوروبية حملات التطعيم، وإدخال تدابير إضافية لإبطاء تفشي المتحور، وإعداد البنية التحتية لأنظمة الرعاية الصحية، لمواجهة الزيادة القادمة في الحالات.

كما قالت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الأسبوعي، إنه مع حلول الساعة 16:00 (بتوقيت موسكو) من يوم الثلاثاء، بات انتشار سلالة "أوميكرون"  لفيروس كورونا يشمل 106 بلدان.

وأكدت المنظمة العالمية، اعتمادا على البيانات الحديثة، أن "أوميكرون" ينتشر بشكل أسرع من سلالة دلتا، حتى في البلدان التي تتمتع بمستوى عال من مناعة القطيع.

وتشير المنظمة إلى أن المعطيات المتعلقة بخطورة هذا النوع من المرض، لا تزال "محدودة"، لكن المنظمة تؤكد على أن عدد حالات دخول المصابين بـ "أوميكرون" إلى المستشفيات في جنوب إفريقيا بريطانيا "مستمر في الارتفاع".

بالإضافة إلى ذلك، تدل البيانات الأولية، على أن علاج "أوميكرون" لدى المرضى الذين سبق أن أصيبوا بفيروس كوفيد أو خضعوا للتطعيم الأولي ضد الفيروس، كان أسوأ مما كان عليه في حالة السلالات السابقة من فيروس كورونا.

ومن كل ما سبق، خلصت منظمة الصحة العالمية إلى أن المخاطر المرتبطة بمتحور "أوميكرون" لا تزال "عالية جدا"، وحذرت المنظمة من خطر انهيار النظم الصحية.

في نهاية نوفمبر، تم اكتشاف سلالة "أوميكرون" في جنوب إفريقيا. وبعد ذلك أخذت هذه السلالة بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء العالم. وفي عدد من البلدان، على سبيل المثال، في الولايات المتحدة وبريطانيا ، أصبحت مهيمنة.

كما أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين مؤخراً منح أكثر من 2.5 مليار جرعة من لقاحات فيروس كورونا، وأن 85 في المائة من السكان باتوا مطعمين، في إطار الخطة الوطنية التي تهدف إلى الوصول لمناعة القطيع (حد الناس المحصنين الذي يمنع انتشار الوباء) في نهاية العام الحالي.


وتركز الصين في المراحل الأخيرة من حملتها على فئة الأطفال. وتفيد بيانات حكومية بأن 84 مليوناً من أصل 160 مليون طفل تراوح أعمارهم بين 3 و11 عاماً تلقوا اللقاح حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي نحو نصف الفئة المستهدفة. ويرى مراقبون أن نجاح الصين في الوصول إلى مناعة القطيع سيمنح البلاد حماية أفضل ضد فيروس كورونا قبل أقل من ثلاثة أشهر من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها العاصمة بكين.
ورغم أن الصين قطعت شوطاً كبيراً على هذا الصعيد، أثار متحوّر "أوميكرون"، الذي ظهر في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في جنوب أفريقيا، مخاوف كبيرة من هدم كل ما جرى ترميمه خلال الأشهر الماضية. وقد رصدت أربع حالات من المتحوّر الجديد في مدينة تيانجين شمال البلاد، وفي مقاطعة قوانغ دونغ الجنوبية، وفي مقاطعة خونان وسط الصين.


وحذر خبير الأوبئة الأكثر شهرة في البلاد جونغ نان شان من أن المتحوّر الجديد ربما يزيد التحديات ويعرقل الجهود التي تبذلها السلطات الصحية للسيطرة على الوباء. وفسّر البعض تحذيرات جونغ بأن البلاد مقبلة على مزيد من التشدد، في وقت بدأ فيه الشعب يعرب عن استيائه من استمرار الإجراءات الصارمة والإغلاق المتكرر للمدن والمناطق التي يظهر فيها الفيروس، بخلاف باقي الدول التي أبدت مرونة في التعايش مع حالة الوباء.

وشهدت الصين خلال الأسابيع الماضية ظهور بؤر جديدة للفيروس في الشمال والشرق، ما دفع السلطات إلى فرض حجر صحي على أحياء في بكين، ومنطقة منغوليا الداخلية التي رصدت فيها 300 إصابة خلال أسبوع واحد. كما أخضع أكثر من 1.6 مليون مواطن في هذه المناطق لاختبارات الحمض النووي، وجرى تعليق بعض الرحلات الجوية الداخلية القادمة إلى مطار بكين.

وبحسب اللجنة الوطنية للصحة في الصين، تجاوز إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا 99 ألف إصابة، بينما ظل عدد الوفيات ثابتاً عند 4636.


حقل تجارب

وفي شأن الإجراءات المشددة التي تتزامن مع الحملة الوطنية لمحاولة الوصول إلى مناعة القطيع، تقول فانغ ينغ، التي تدير مركزاً للطب البديل في منطقة منغوليا الداخلية، لـ"العربي الجديد": "سئمت من تكرار الإغلاق في بعض المناطق رغم أن معدل الإصابات اليومية لا يدعو إلى القلق"، وأشارت إلى أن "أكثر من 78 في المائة من سكان منغوليا الداخلية تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح، لكن ذلك لم يمنع استمرار رصد إصابات متفرقة جعلت السلطات أحياناً تطالب ببقاء السكان في منازلهم. والآن نسمع أن هناك طفرة جديدة لمتحوّر أوميكرون، وأن اللقاحات الحالية قد لا تنفع في مواجهته، وأننا قد نضطر إلى أخذ لقاح آخر لا يزال قيد التطوير، لذا أشعر بأننا في حقل تجارب، ولا نملك سوى الانتظار واتباع التعليمات التي تصدرها الحكومة".

85 في المائة من الصينيين باتوا مطعمين (كو هونغلون/ Getty)
85 في المائة من الصينيين باتوا مطعمين (كو هونغلون/ Getty)


من جهته، يقول جاو لي، وهو طالب في جامعة الشعب: "باتت العاصمة أقل حيوية خلال الأسابيع الماضية وألغيت رحلات قادمة إلى بكين. وقد غيّر عدد كبير من السياح الصينيين خططهم بسبب مخاوف من إغلاقات محتملة"، يضيف: "أصبح دخول بعض الأحياء والتنقل داخل العاصمة يخضع لشروط كثيرة، مثل إبراز الشيفرة الصحية وارتداء الكمامة، ما يخالف الوضع قبل أشهر من ظهور متحوّرات جديدة للفيروس، وإطلاق الحملة الوطنية للوصول إلى مناعة القطيع.

مخاوف وعقبات


ورداً على سؤال بشأن العقبات التي تواجه استراتيجية الوصول إلى مناعة القطيع في ظل ظهور متحوّر "أوميكرون"، يقول الدكتور لو تشانغ، العضو السابق في منظمة "أطباء بلا حدود"، لـ"العربي الجديد": "قد يشتت ظهور متحوّرات جديدة تركيز الصين قبل إنهاء حملتها في نهاية العام الحالي، لأن دخول حالة واحدة إلى البلاد ربما يعيدها إلى نقطة الصفر، في وقت لم يثبت حتى الآن النجاح الكامل للقاحات المستخدمة حالياً في التصدي للمتحوّر الجديد. أيضاً هناك عقبات أخرى تتمثل في اعتماد الصين على لقاحين محليين فقط، هما سينوفاك وسينوفارم، من دون الإفساح في المجال أمام استخدام لقاحات أجنبية ربما تكون أكثر فعّالية، ما قد يمنع الوصول إلى مناعة القطيع في الوقت المحدد".
وعن المخاوف والاستياء الشعبي من ظهور متحوّرات جديدة للفيروس واستمرار الإجراءات الصارمة داخل الصين، يرى لو أن "هذه المخاوف مشروعة، رغم أن الصين تملك خبرة كبيرة في التعامل مع الأوبئة منذ ظهور فيروس سارس عام 2003".
يضيف: "لدى الشعوب طاقة على التحمل. ولا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة إلى ما لا نهاية، لذا يجب أن تعيد الحكومة النظر في خططها الاستراتيجية، إذا لم تستطع أن تصل إلى مناعة القطيع في نهاية العام الحالي". 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت "أوميكرون" بأنه "متحوّر مقلق"، ما يثير مخاوف من مقدار فعّالية اللقاحات المستخدمة على نطاق واسع في عدد كبير من دول العالم.

المصدر: العربية + انترفاكس + العربي الجديد + RT

تعليقات

اكتب تعليقك