#أنجيلا_ميركل تغادر منصبها كأول امرأة تدير #ألمانيا وتمضي في السلطة 5860 يوماً والاشتراكي الديمقراطي #أولاف_شولتز مستشاراً جديداً لـ #ألمانيا

عربي و دولي

وعد بانطلاقة جديدة لألمانيا وسيؤسس لتحالف ثلاثي غير مسبوق في ألمانيا

الآن - كونا 296 مشاهدات 0


 ينصب البرلمان الألماني «بوندستاغ» اليوم الأربعاء، الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز مستشاراً جديداً لألمانيا، خلفا للمستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل التي قضت في منصبها 16 عاماً من 2005 الى 2021.

ويأتي هذا التنصيب بعد الفوز الضئيل الذي حققه حزب شولتز الاشتراكي الديمقراطي على منافسه المحافظ المسيحي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في 26 سبتمبر الماضي.

وبعد فوزه عقد شولتز مشاورات صعبة مع الحزبين الصغيرين الخضر والليبرالي، الأمر الذي تمخض الاسبوع الماضي عن اتفاق حكومي سيؤسس لتحالف ثلاثي غير مسبوق في ألمانيا بين الاحزاب الثلاثة.

وقال مستشار ألمانيا المنتظر أولاف شولتز، إن العاصمة الفرنسية باريس ستكون أول وجهة خارجية له بعد التنصيب. وأضاف في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق «أنوي القيام بأول رحلة خارجية إلى باريس، والبناء على الجهود الألمانية لإنشاء اتحاد أوروبي قوي. وشدد على ضرورة أن تكون أوروبا قادرة على التصرف بقوة وثقة».

وأكد شولتز أهمية الشراكة عبر الأطلسي، في إشارة للعلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، والتعاون داخل حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ضمن أركان سياسته الخارحية.

وأعرب عن امتنانه الشديد للرئيس الأمريكي جو بايدن لاهتمامه بتأسيس ما يمكن وصفه بـ«مجتمع الدول الديمقراطية، هناك شيء يربط العديد من الدول بطريقة خاصة، وهو فكرة الحرية وسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويجب البناء عليه».

وحول الوضع الداخلي قال شولتز: «يتعلق الأمر بانطلاقة جديدة لألمانيا، علينا الآن تحقيقها في وقت صعب لا نزال فيه نكافح جائحة كورونا».

وتتكون الحكومة الجديدة من 16 حقيبة وزارية، ونصف أعضائها من النساء تحقيقاً لرغبة شولتز. وفيما تستعد الحكومة الجديدة لتولي قيادة ألمانيا لمدة ٤ سنوات، تلملم المستشارة ميركل أوراقها لترحل عن سدة الحكم إلى التقاعد الطوعي بعد ١٦ عاماً في المستشارية، وطي صفحة طويلة من تاريخ المرأة الأسطورة في قيادة ألمانيا.

ووفق هذا الاتفاق فإن الاشتراكيين الديمقراطيين سيحصلون على ست حقائب وزارية أبرزها الداخلية والدفاع اضافة الى رئاسة الحكومة فيما سيحصل حزب الخضر على خمس حقائب اهمها الخارجية والاقتصاد وذلك في وقت سيكتفي الحزب الليبرالي بالحصول على اربع وزارات اهمها المالية.

وبهذا التعيين سيعود الاشتراكيون الديمقراطيون الى ديوان المستشارية الألمانية بعد غياب دام 16 عاماً اذ ان اخر مرة ترأسوا فيها الحكومة كانت بين عامي 1998 و2005 برئاسة غيرهارد شرودر وفي تحالف ثنائي مع حزب الخضر.

وبفضل شولتز تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الانتقال من مرحلة الاحتضار التي كان يحصل فيها حزبه بحسب استطلاعات الرأي على قرابة 15 بالمئة الى مرحلة القدرة على قيادة الحكومة في تحالف ثلاثي لم تعرفه ألمانيا من قبل.

ويحسب أولاف شولتز البالغ من العمر 63 عاما على الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يعنون برامجه الانتخابية ونظامه الداخلي بالدفاع عن قيم العدالة الاجتماعية ومصالح العمال ونقاباتهم.

وولد شولتز في مدينة أوسنابروك بولاية «ساكسونيا السفلى» وانضم للحزب الاشتراكي الديمقراطي في سن مبكرة وتحديداً في سن الـ17 عاماً قبل ان يتجه لدراسة القانون والتخصص في عام 1985 في قوانين العمل الأمر الذي أهله بعد اعادة الوحدة الألمانية في عام 1990 إلى التركيز على قضايا كبيرة وهي خصخصة وحل الشركات في ألمانيا الشرقية.

ويُنسب الفضل في ظهور أولاف شولتز على المسرح السياسي للمستشار الألماني الاسبق غيرهارد شرودر الذي عين شولتز في عام 2002 امينا عاما للحزب ومهد له الطريق لكي يصبح في عام 2011 عمدة لمدينة هامبورغ التي تعد من اهم واكبر المدن الألمانية.

وستسلّم القائدة المحافظة مقاليد الحكم في أول قوة اقتصادية أوروبية اليوم الأربعاء إلى أولاف شولتس الذي كان في آنٍ معًا خصمها السياسي لكن أيضًا نائبها في المستشارية ووزير المالية في حكومتها.

بعد ذلك، ستُسلّم ميركل مقاليد الحكم إلى اليسار الوسطي للمرة الأولى منذ كان غيرهارد شرودر مستشارًا للبلاد.

رغم فترة حكم متباينة اتّسمت باستقبال اللاجئين عام 2015 وبالقدرة على إدارة الأزمات لكن أيضًأ بغياب الطموح في مجالي مكافحة التغيّر المناخي وإضفاء الحداثة على ألمانيا، تبقى ميركل بعد أربع ولايات، إحدى الشخصيات المفضّلة لدى الألمان.

وحتى الساعات الأخيرة قبل أن تغادر منصبها، بقيت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منشغلة بمهامها الرسمية، تتصل بزعماء العالم من مكتبها داخل مقر المستشارية الألمانية قبل أن تغادره اليوم للمرة الأخيرة وتسلمه لخليفتها أولاف شولتز المستشار الألماني الجديد.

وشاركت ميركل ليل الاثنين باجتماع عبر الهاتف مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسي حكومة بريطانيا بوريس جونسون وإيطاليا ماريو دراغي، تناول التطورات في أوكرانيا والحشد العسكري الروسي على حدودها.

وتترك ميركل خلفها هموماً سياسية بقيت عالقة، من الأزمة الأوكرانية - الروسية إلى أزمة كورونا التي طغت على عاميها الأخيرين في السلطة. ولكن رغم ذلك، فهي تغادر السياسة من دون عودة، كما أكدت في آخر مقابلة أدلت بها قبل شهر تقريباً لقناة "دويتشه فيله" حين قالت: "لن أكون وسيطاً في النزاعات السياسية، لقد قمت بذلك لسنوات طويلة، 16 عاماً قضيتها كمستشارة". ما الذي ستقوم به إذن بعد تقاعدها؟ تجيب: "القراءة والنوم".

تبادل هدايا بين ميركل وكوستا

تبادل هدايا بين ميركل وكوستا

وفي حفل رمزي صغير في مقر المستشارية الذي يقع مقابل مبنى البرلمان، تنقل ميركل السلطة بعد الظهر إلى شولتز، وتغادر بهدوء مقر المستشارية للمرة الأخيرة. فحفل وداعها الصاخب أُقيم الأسبوع الماضي، بحفل غنائي وأوركسترا ضخمة أدت 3 أغنيات من اختيارها، ودموع بقيت محبوسة في عينيها.


المصدر : كونا + العربية

تعليقات

اكتب تعليقك